انطلاقاً من أواصر المحبة ووشائج القربى ووحدة الهدف والمصير

تشارك مملكة البحرين الأشقاء في المملكة العربية السعودية الاحتفال بالذكرى الرابعة والتسعين لليوم الوطني، الذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام، احتفاءً بما يربط بين البلدين من المحبة والتعاون، وما تتميز به العلاقات الثنائية من خصوصية متفرّدة، وتقديراً لما تمثّله المملكة العربية السعودية الشقيقة من مكانة رفيعة ودور رائد ومؤثر وثقل استراتيجي وجيوسياسي رفيع في المنطقة، وجهودها الإنسانية ومواقفها المساندة للقضايا العادلة، فضلاً مساعيها الخيّرة والمتواصلة لنشر السلام والأمن والاستقرار في ربوع العالم، وما تبذله من جهود في صياغة القرار السياسي والاقتصادي العالمي ورسم ملامح مستقبل أكثر ازدهاراً لشعبها وأشقائها، وللبشرية جميعًا.

وتعكس مشاركة مملكة البحرين في الاحتفال باليوم الوطني السعودي حقيقة راسخة وجليّة؛ ألا وهي أن البلدين يجمعهما تاريخ ممتد ومتواصل من المودّة والتوافق والتنسيق في كل المواقف، خاصة وأن هناك علاقات أخوية تاريخية وثيقة تربط بين الرياض والمنامة على كافة المستويات، والتي تميزت بخصوصية متفردة على المستويين الرسمي والشعبي، وعزّز من شأنها ورسوخها الرعاية الكريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وأخيه، خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله، ولابد أن نُشير في هذا الصدد إلى التنسيق السياسي بين قيادتي البلدين حيث يصل إلى أفضل مستوياته، وهو ما يعكسه رئاسة أولياء العهود بالبلدين لمجلس «التنسيق السعودي – البحريني» في دلالة على التنسيق الكامل والتشاور الدائم بين البلدين بهدف مواجهة كل التحديات وتخطي مختلف الأزمات ومواجهة التهديدات، انطلاقاً من أواصر المحبة ووشائج القربى والأخوّة ووحدة الهدف والمصير المشترك.

وتربط المملكتين الشقيقتين علاقاتٌ تاريخيةٌ وطيدة قائمة على الأخوّة الصادقة، والمحبة الدائمة، والاحترام المتبادل، وحُسن الجوار، والمصير المشترك، حتى أصبحت هذه العلاقة أنموذجاً يُحتذى به، ومثالاً للتعاون الثنائي، والتنسيق المشترك في كافة المجالات.

إنّ تطابق الآراء ووحدة الرؤى في مختلف الجوانب والقضايا الإقليمية والعالمية، هي نتاج للقواعد الصلبة التي تستند إليها العلاقات السعودية البحرينية والتي تمتاز بطابع خاص في مجمل أشكالها وبقوة ثباتها وتطورها بشكل دائم ومستمر، بما جعل هذه العلاقات مثالاً يُحتذى به في الكثير من المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية والعسكرية أو التجارية والصناعية والاستثمارية أو في مجالات الطاقة والإعلام والسياحة، فضلاً عن العلاقات الثقافية والدينية الممتدة عبر التاريخ، خاصة أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين تُعدّ أحد أهم قوة الترابط لارتباطها المباشر بالجانب الشعبي، إذ تعتبر السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين، ليس من اليوم فحسب، بل على مدار عقود طويلة، وكان لتوجيهات جلالة الملك المعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين دور بارز في تعزيز ودعم آليات التعاون الاقتصادي الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سُبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي.

ومما لاشك فيه، فإن الاحتفال باليوم الوطني السعودي هو مناسبة لتسليط الضوء واستذكار وتوثيق التاريخ المشرّف للمملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وما تشهده من نهضة عمرانية وحضارية، وتطوّر في مختلف مجالات الحياة، علاوة على ما تبذله من عطاء كبير ووافر من أجل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، إلى جانب رعايتها وعنايتها بالحرمين الشريفين وحرصها على الارتقاء بمستوى الخدمات المُقدّمة لحجاج بيت الله الحرام، وهو ما جعل المملكة العربية السعودية تحتل مكانة خاصة في قلوب الجميع، وتلك المكانة المستحقّة ترتكز على العديد من المقومات التي لا يُمكن حصرها.