عمر البلوشي



شهدت الرياضة في المملكة العربية السعودية تطوراً ونمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على مستوى استضافة الأحداث والبطولات العالمية المختلفة، ما حول المملكة الشقيقة إلى وجهة رئيسية لأكبر الأحداث الرياضية في العالم، وكذلك من خلال رفع مستوى التنافسية على مستوى المسابقات المحلية وبالأخص في رياضة كرة القدم.

وتعتبر السعودية الدولة الوحيدة التي قدمت ملف الترشح لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم 2034م، حيث ستكون ثالثة دولة آسيوية وثاني دولة خليجية تستضيف أكبر بطولات كرة القدم، وخاصة أن الملف السعودي يجسد الرؤية الشاملة والواضحة للمملكة نحو المستقبل المشرق، وسط طموحات كبيرة من القيادة السعودية بأن تكون هذه النسخة من البطولة في حال تنظيمها من أفضل النسخ لكأس العالم.

ويعد تسليم ملف الترشّح الآن ثالث المراحل التي تؤكد عزم وحرص السعودية على استضافة كأس العالم، حيث ستكون هناك العديد من المراحل قبل الإعلان الرسمي في شهر ديسمبر المقبل عن الدولة المستضيفة، على الرغم من كونها الدولة الوحيدة التي قدمت الملف، ومنها تقييم ملف الترشح بشكل كامل، إلى جانب الزيارات التفقدية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

كما فازت السعودية بتنظيم منافسات كأس آسيا 2027م وذلك خلال كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي عقد في مملكة البحرين خلال العام الماضي، مع اعتبار هذه النسخة هي الأولى التي تستضيفها السعودية على أرضها، بشعار يحمل رؤية جديدة لمستقبل كرة القدم الآسيوية «معاً لمستقبل آسيا».

ونجحت المملكة من تأكيد مكانتها في عالم رياضة السيارات لتستضيف منافسات بطولة العالم للفورمولا واحد، حيث استضافت أول سباق لجائزة السعودية الكبرى في عام 2021، ومنذ ذلك الحين تعتبر المسابقة إحدى أهم سباقات الموسم، وخاصة أنها تقام في الشوارع، وذلك ضمن 8 حلبات تستضيف السباق في شوارعها، وتتقدمها حلبة موناكو العريقة.

كما تستضيف السعودية عدداً من سباقات السيارات في مقدمتها سباق الفورمولا E، وكذلك الراليات العالمية وأبرزها رالي داكار، إلى جانب العديد من البطولات في مختلف الرياضات.

ومن جانب آخر، حققت المملكة نقلة نوعية كبيرة على مستوى الدوري السعودي لكرة القدم مع استقطابها نخبة من نجوم كرة القدم العالمية لتمثيل الأندية السعودية يتقدمهم الأسطورة وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة والعالم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي كان لانضمامه إلى نادي النصر في يناير 2023م تشكيل مرحلة وانطلاقة جديدة للكرة السعودية على الخارطة العالمية.

وتوالى بعدها إبرام الأندية السعودية تعاقدات كبيرة تتقدمها ضم نادي الهلال للنجم البرازيلي نيمار جونيور قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي، إلى جانب تعاقد الاتحاد مع الفرنسي ونجم ريال مدريد السابق كريم بنزيما، وكذلك ضم النصر السنغالي ساديو ماني، وتعاقد نادي الاتفاق مع المدرب الإنجليزي ستيفن جيرارد والعديد من الأسماء الكبيرة الأخرى في مختلف الأندية.

وتعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني لقيادة منتخبهم الوطني، وذلك بعد قيادته للمنتخب الإيطالي في عام 2021 لتحقيق لقب منافسات بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2020" للمرة الثانية في تاريخ الطليان، وبعد غياب دام أكثر من 50 عاماً.

وتواصل الرياضة السعودية تأكيد مكانتها القارية والعالمية بتنظيم واستضافة كبرى البطولات العالمية، حيث وضعت القيادة في المملكة إقامة هذه الأحداث الرياضية ضمن رؤيتها المشرقة لتوجيه أنظار العالم نحو السعودية على الأصعدة جميعها.