نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، الثلاثاء، محاضرة بعنوان "حكاية وحكمة – مواقف إدارية " للأستاذ أحمد البحر وأدار الحوار د.راشد نجم.

واستهل أ. أحمد البحر الأمسية بتوضيح أن المحاضرة ستدور حول بعض خصائص القائد الإداري مختصرة في قوالب وحكايات عايشها أحمد البحر من خلال المناصب الإدارية التي تقلدها على مدى العقود الماضية , وأخرى قرأها من خلال اطلاعه المتواصل على كتب الإدارة وقد بدأ بفكرة الإدارة حسب المزاج وروى أنه عايش قصة أحد المديرين الذي أعتاد المساعد الخاص له الإشارة لموظفي القسم كل صباح عند دخوله ليبين لهم ما يعكس مزاج المدير اليوم فإن كان بمزاج جيد فإنه يحترم الموظفين وإن كان العكس يمر اليوم بين عتاب ولوم وتوبيخ غير مبرر للموظفين.

وقد وضح أحمد البحر أن أحد علماء الإدارة الممارسين يشير لهذا النوع من الإدارة بأنه أسلوب خاطئ فعلى الإداري الجيد أن لا يدع مزاجه السيء التحكم في اتخاذ القرارات بل يجب أن يحتكم إلى الأنظمة والقوانين لتسيير شؤون المؤسسات فالأفراد يتغيرون ولكن الأنظمة باقية.

وفي سياق آخر يروي أحمد البحر قصة أخرى عايشها مع مدير إحدى الإدارات التي كانت تحت إمرته، فقد كان لا يبدي رأيه في أي موضوع قط على الرغم من أهمية منصبه فأبدى أحمد البحر امتعاضه الشديد وملاحظته المعاتبة لذلك مؤكدا على أهمية مشاركة الرأي والتشاور وأوضح أحمد البحر أن من خصائص القائد الإداري أن يكون صاحب رأي سديد وشخصية متميزة وذكر مقولة القائد نابليون بونابرت أن جيشا من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من الأسود يقوده أرنب.


وواصل أحمد البحر طرح المواقف الإدارية المعبرة ليوضح إحدى أهم الخصائص الإدارية في الوطن العربي وهي عملية التفويض الإداري، فالكثير من الإداريين غير واعين بهذه العملية بشكل صحيح فلا يعمل على التفويض لرغبته بامتلاك صلاحيات أكثر قد توهمه بعظم شأنه نسبة لعظم الصلاحيات التي يمتلكها على الرغم من خطأ هذا التوجه. وقد عرف التفويض الإداري بإعطاء بعض الصلاحيات الإدارية للموظف الذي يلي المدير في الرتبة الإدارية في العمل مع الاحتفاظ بالمسؤولية التامة فيما يخص هذه الصلاحيات والعمل المنجز من خلالها. وقد روى أحمد البحر أحد المواقف التي واجهها عند تقدمه لإحدى الوظائف للعمل في بنك تجاري وبعد أن تجاوز مرحلة المقابلة الشخصية تمت دعوته لمقابلة نائب المدير العام في هذا البنك لتوقيع العقد وفي أثناء ذلك لاحظ عدم امتلاك نائب المدير العام لأي صلاحيات ترجى على الرغم من منصبه المهم ففضل التراجع عن قرار الانضمام لذلك البنك.

وفي الختام أشار أحمد البحر لأهمية الخبرة إلى جانب الشهادات العملية فلا تقل أهمية أحدهما عن الآخر، وقد أضاف أن من أهم خصائص القائد الإداري امتلاكه للرؤية المستقبلية الواضحة فيما يخص نفسه ومؤسسته , وأضاف أن التعامل مع المشكلات والنزاعات بشكل حصري وضيق هي خاصية مهمة في الإدارة.