- المشروع يعمق مشاركة المجتمع المدني لخدمة الوطن

- إطلاق نسخة أخرى من المشروع العام المقبل

..



دعا محافظ محافظة العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، إلى تعاون مشترك لتعميم مشروع "جواز العمل التطوعي" الذي يهدف إلى تحسين حياة أفراده والآخرين من خلال التطوع في فعاليات وأنشطة مختلفة على مدار العام، للارتقاء بواقع هذا القطاع، والانتقال به إلى مستوى أكثر تنظيماً واحترافية على مستوى البحرين ككل.

وأوضح أن الحكومة أولت التطّوع اهتماماً كبيراً، وعملت على توفير مختلف أشكال الدعم والتمكين للمؤسسات الرائدة في هذا المجال، على أساس أن عمل الخير متأصل في المجتمع البحريني منذ قدم الأزل.

ولفت في حوار مع "بنا"، إلى أن إشراك محافظة العاصمة الأفراد بجميع فئاتهم ومؤسسات المجتمع المدني في تنظيم ورعاية فعاليات متنوعة في مختلف المناسبات والقضايا والموضوعات ذات الصبغة الوطنية والدينية والاجتماعية والرياضية يأتي بهدف إتاحة المجال للجميع ليأخذ الحق في لعب أدوار مختلفة للمساهمة في تنمية شعورهم بمسؤولياتهم تجاه مجتمعهم وتعميق مشاركتهم الإيجابية نحو خدمة وطنهم، ما ينصب في مضامين رسائل محافظة العاصمة التي تضطلع فيها إلى رفع مدارك أفراد المجتمع وتثقيفهم تجاه قضاياهم التي تمس حياتهم حاضرها ومستقبلها.

وحول سعي المحافظة، إلى التميز في العمل التطوعي لخدمة المجتمع البحريني، والفلسفة التي تنبني عليها سياسة المحافظة في هذا الشأن، نوه المحافظ بأن مضي محافظة العاصمة في تنفيذ الأنشطة ذات الطبيعة الجماهيرية يأتي كضرورة ملحة لضمان رفع مستوى الوعي العام في قبول الأفكار والأنماط لمعالجة الظواهر الخاطئة المنتشرة في المجتمع، من أجل إيجاد تعاون طوعي بين جميع الأفراد لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المصالح والاحتياجات الأساسية لهم، وبالتالي يعجل ذلك من زيادة قدرات المجتمع على تطوير تنظيماته وهيكليته وتبني أساليب عملية وعلمية في التعبير عن احتياجاتهم وأولياتهم، وجعلها أكثر فعالية ومشاركة في عملية تنمية المجتمعية الشاملة.

وأضاف الشيخ هشام بن عبدالرحمن، أن تلك المساعي ضمن جهود محافظة العاصمة نحو تنفيذ أنشطة متكاملة وفق طرق وأساليب عمل مبتكرة وفريدة تضمنت طرح وسائل تتواءم مع كافة العناصر الفنية الواجب توافرها في تلك الأنشطة ما يرقي بآليات عمل المحافظة نحو مصاف ومستويات الجودة التي تنشدها على الدوام.

وفيما يخص مشروع دعم العمل التطوعي في محافظة العاصمة ضمن سلسلة من الأفكار والمشاريع الجديدة التي تستهدف تطوير دولاب العمل العام وآليات سير العمل والإنجاز داخل المحافظة، نوه المحافظ بأن محافظة العاصمة واصلت تنفيذ المشاريع والبرامج السنوية المتنوعة ذات الأهداف المحددة، والتي تتميز بحرصها على مواكبة الاحتياجات الآنية لأفراد المجتمع، من خلال تحليل ودراسة الوضع الراهن والاتجاهات المستقبلية، لضمان تحقيق أبعاد التنمية المستدامة التي تشمل البعد الاجتماعي: كمعالجة البطالة، والترابط الاجتماعي، والتنمية المحلية، إلى جانب البعد الاقتصادي ويشمل التنمية الاقتصادية، فضلاً عن البعد البيئي الذي يتمحور حول الحفاظ على البيئة بمعناها الواسع.

ومن أهم هذه الفعاليات والبرامج: مشروع العاصمة الخضراء، ومسابقة أجمل تزيين للمباني الحكومية والخاصة، وأسبوع المنامة لريادة الأعمال، وبرنامج "ويك إند العاصمة"، واحتفال محافظة العاصمة بالأعياد الوطنية، إضافة إلى العديد من الفعاليات والبرامج الأخرى.

وحول فكرة تقنين وتأطير جهود العمل التطوعي، والمراحل التي مرت بها حتى تخرج إلى الوجود، خاصة في مجال الخدمة العامة وتطوير مصطلح العمل الأهلي وخدمة المجتمع بالمملكة، أوضح الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة أن فكرة جواز محافظة العاصمة للعمل التطوعي جاءت من أجل تقنين العمل التطوعي وإعطائه صفة الاعتمادية الدولية، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لدى البحرين الذي تم اطلاعه على فكرة المشروع بدءاً من فكرته الأولى وحتى خروج الفكرة للنور، ضمن وثيقة مبتكرة تعمل على توحيد مساقات العمل التطوعي في المملكة، وتماشياً مع تطلعات المحافظة الرامية لرفع مدارك الأفراد وإدماجهم في تنمية المجتمع لتأثير ذلك المباشر والإيجابي في مسيرة المسؤولية المجتمعية التي تنشدها المحافظة.

وفيما يخص الهدف الذي تسعى إليه المحافظة من خلال تقنين العمل التطوعي عبر طرح مشروع "جواز العمل التطوعي"، شدد المحافظ أن المشروع يهدف إلى تحسين حياة أفراده والآخرين من خلال التطوع في فعاليات وأنشطة مختلفة على مدار العام، ويساهم في تعزيز الشراكات المجتمعية في محافظة العاصمة.

ولفت إلى أن محافظة العاصمة حريصة على تحقيق أهداف متعددة وراء هذه المبادرة أهمها: إنماء روح التعاون والتكامل مع مختلف القوى، والحرص على تنمية روح العطاء لدى الأفراد، إضافة إلى تحقيق التغيير المتجه نحو التنمية.

ودعا الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، جميع الجهات ذات العلاقة بالعمل التطوعي إلى أهمية إيجاد تعاون مشترك لتعميم هذه المبادرة، بهدف الارتقاء بواقع هذا القطاع، والانتقال به إلى مستوى أكثر تنظيماً واحترافية على مستوى البحرين ككل.

وتطرق محافظ محافظة العاصمة، إلى تجربة البحرين المتميزة في مجال العمل الأهلي، حيث بها عدد وافر من الجمعيات والمؤسسات التي تستهدف خدمة المجتمع في شتى جنباته ومجالاته، وأن أهم ما يميز هذا المشروع هو إعطاؤه صفة دولية، التوجه العالمي الآن يسعى نحو دعم أولويات السياسات التنموية.

وقال: "من الواجب فتح مجالات الإبداع للشباب من الجنسين، من خلال ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية في المؤسسات الحكومية والخاصة، نظراً لأهمية التطّوع كمؤشر على مستوى التقدم الحضاري والمدني لأي مجتمع من المجتمعات، ولكونه مرآة تعكس طبيعة الوعي والنضج الاجتماعي والثقافي لدى الشباب".

وفي رد حول الجهات الدولية والمحلية المهمة، التي قامت باحتضان ودعم مشروع جواز العمل التطوعي، وآلية التعاون بين المحافظة وهذه الجهات، والهدف من إعطاء هذه الجواز الصبغة أو الطابع الدولي، أكد المحافظ أنه تم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لدى البحرين، إضافة إلى ست وكالات ومنظمات دولية منضوية تحت مظلة الأمم المتحدة وهي: "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، برنامج متطوعي الأمم المتحدة"، مما يعطي الجواز الصفة الدولية من ناحية الاعتراف به، إلى جانب مساندة شركاء استراتيجيين هم: صندوق العمل "تمكين، والبنك الأهلي المتحد.

وعن الهدف من إعطاء الجواز الصبغة الدولية هو تناغمه مع الأهداف الـ17 المتفق عليها في الأمم المتحدة وفقاً لخطة التنمية المستدامة 2030 والتي تم اعتمادها من قبل 193 دولة في قمة تاريخية للأمم المتحدة في عام .2015

وحول المشروع الجديد والخطة الإعلامية المعينة للوصول للراغبين وتشجيعهم على الإقبال على المشاركة فيه، وبيان الإنجازات المحققة فيه، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أوضح محافظ العاصمة أن الخطة تزخر بأهم وأكثر القنوات التواصلية تأثيراً والتي تعتمد بشكل كلي على التواصل مع الأهالي الساعين إلى تقديم استفساراتهم وشكاواهم واقتراحاتهم وبدورها تقوم المحافظة بالعمل مع الجهات المختصة لتلبيتها، خصوصاً أن مجموع هذه القنوات بعد إضافة الموقع الإلكتروني وتطبيق "عاصمتي" يصل إلى 20 قناة بنوعيها المباشر وغير المباشر، ما من شأنه أن يضفي مزيداً من المرونة على آليات التواصل بين المحافظة والمواطنين والمقيمين وبالتالي يحقق ذلك تنوعاً حقيقياً بين رغبات الجميع، ومن ذلك المنطلق فقد قامت المحافظة بالترويج لهذا الجواز في مختلف وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية.

وأكد الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، أن من أهم مقومات استمرارية مشروع العمل التطوعي هو توفير الموارد اللازمة لدعم المتطوعين سواء بغرض تحقيق النّتائج المطلوبة أو بغرض مواصلة التطوع، لذا من المؤمل أن تنظم وثيقة الجواز العلاقة بين طرفي التطوّع، ووضعها في إطار صحيح وموثق، نظراً لاضطلاع الوثيقة بسياسات التطوّع وحفظها حقوق المتطوعين إلى جانب تبيان واجباتهم تجاه الأعمال التطوعية، مما يصب في ترسيخ ثقافة التطّوع وتحفيزهم عليها وبالتالي مواصلة العمل التطوعي بفضل التشجيع الذي سيناله المتطوعون.

وحول ما إذا كان هناك مخططون ومنظمون ومشرفون وربما مدربون يتميزون بمستوى عال من الكفاءة لتدريب المتطوعين لكي يأتي المشروع بثماره، نوه الشيخ هشام بن عبدالرحمن بأن البرنامج يحتوي على عدد كبير من الدورات والورش التدريبية التي سيقدمها خبراء من الأمم المتحدة المختصين في هذا المجال، والتي تهدف في مجملها إلى رفع مستوى الوعي حول مفاهيم العمل التطوعي، والتعرف بماهية هذا العمل وأهداف التنمية المستدامة المرتبطة بشكل مباشر بهذا المشروع، إضافة إلى عدد من الدورات المتنوعة حول الأعمال الخيرية والخطط الاستراتيجية وتمكين المرأة.

وأعرب محافظ العاصمة عن فخره بتواجد أعداد كبيرة من الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال العمل التطوعي في البحرين، معرباً عن تطلع محافظة العاصمة على تواصل دائم ومستمر مع المتطوعين من باب تعزيز الشراكة المجتمعية، الأمر الذي سيساعد في مشروع جواز محافظة العاصمة للعمل التطوعي على دمج خبراتهم مع الراغبين في الانخراط في هذا المجال بما يساعدهم على اكتساب الخبرات اللازمة وتعزيز مداركهم حول هذا المجال وما يحمله من أهداف نبيلة.

وستعمل محافظة العاصمة على توفير كافة الاحتياجات اللوجستية والمواد اللازمة لضمان قيام أعمال التنظيم على أكمل وجه، بما يتيح للمتطوعين فرصة إبراز مواهبهم وقدراتهم ليضيفوا على البرامج والمشاريع التي تتبناها المحافظة المزيد من التميز والإبداع.

وحول حقوق وواجبات المتطوعين والمؤسسات التي يُنتظر أن تستقبلهم بحاجة أيضاً إلى مزيد من التأصيل المعرفي، وما إذا كانت هناك جاهزية مناسبة لهذا الأمر من إرشادات ونشرات توعوية، ما يضمن اكتساب الخبرة وإنجاز الأعمال المطلوبة بأفضل صورة ممكنة ودون أي عقبات، بين الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة أن المحافظة أعدت خطة متكاملة مقسمة على مراحل لضمان تحقيق الأهداف التي دُشِّن من أجلها هذا المشروع، حيث من المقرر أن يتم إطلاق حملة تعريفية بأهداف مشروع جواز محافظة العاصمة للعمل التطوعي.

كما سيتم إصدار وثيقة تبين للمتطوع المسؤوليات والالتزامات التي يتحملها، بما يصب في تحقيق أحد أهم أهداف المشروع وهي توجيه الأعمال التطوعية بالمسار الصحيح لتؤدي رسالتها المجتمعية بالشكل السليم.

وحول الحاجات المتزايدة للخدمات الاجتماعية التي يحتاجها المواطنون وضرورة دعم ومؤازرة أجهزة الدولة في مسعاها التنموي، وكيفية إقناع بعض شرائح المجتمع نفسه بتلقي مثل هذه الخدمات عبر متطوعين، ومدى تطوير العلاقة بين المتطوع من ناحية والمؤسسة التي تطوع بها والعاملين فيها من ناحية أخرى، أكد الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة أن هذا الأمر مرتبط بشكل مباشر بتعزيز ثقافة التطوع في المجتمع، وتنشئة أفراد المجتمع على القيم الاجتماعية الحميدة المرتبطة بالتطوع، وهذا الأمر يعد من الأهداف الرئيسة التي وضع من أجلها هذا المشروع، حيث مع ختام النسخة الأولى من جواز العمل التطوعي ستعزز مفاهيم التطوع والتكافل في بالمجتمع، وتزيد توعية الأفراد والمؤسسات بما يحمله من أهداف نبيلة، ما يعد من أبرز مسؤوليات وواجبات محافظة العاصمة، والمتمثلة في خلق شراكة مجتمعية فعالة بين كافة أفراد ومؤسسات الدولة، لذلك نأمل أن ينعكس المشروع على الفرد والمؤسسة والمجتمع ككل.

وفيما يخص مفهوم التطوع كلغة جميلة لتعزيز أواصر التعاون بين أفراد المجتمع، وإذا كانت هناك خطط أخرى لتكرار هذه التجربة عند نجاحها والجوائز التي تم تخصيصها للفائزين بجائزة "جواز العمل التطوعي"، شدد محافظ العاصمة، على أن هذه النسخة الأولى من البرامج، تعتزم المحافظة إطلاق نسخة أخرى في العام القادم.

أما عن الجوائز فمن المقرر عند اختتام البرنامج إقامة حفل يتم فيه تكريم 18 من المتطوعين المتميزين ضمن 6 فئات للجوائز، حيث سيتم تكريم الثلاثة الأوائل الأعلى مشاركة عن كل فئة بجوائز تقديرية، والفئات هي: جائزة العمل التطوعي للشباب والتي تمنح للمتطوعين من الفئة العمرية بين 15 إلى 29 عاماً، وجائزة العمل التطوعي لفئة مؤسسات المجتمع المدني، وهي مخصصة تقديراً للدعم المقدم من مؤسسات المجتمع المدني، وجائزة العمل التطوعي للشركات والتي تمنح لشركات القطاع الخاص تقديراً لدعمهم المشروع، إضافة إلى جائزة مستخدمي تطبيق "عاصمتي" المخصصة للمتطوعين الأكثر استخداماً للتطبيق عبر الهواتف الذكية، وجائزة رائد العمل التطوعي والتي تمنح للمتطوع الأكثر مشاركة في الأنشطة من حيث عدد الساعات، وستخصص للأفراد الذين تجاوزا سن 29 عاماً، وأخيراً جائزة المؤسسات التعليمية الموجهة للمدارس والجامعات، علماً أنه يتم احتساب 20 نقطة عن كل ساعة تطوعية يتم توثيقها.