نظمت إدارة الأوقاف السنية الدورة الصيفية التاسعة لفضيلة العلامة المفتي أحمد بن المرابط الشنقيطي إمام وخطيب الجامع الكبير بنواكشوط، حيث يعد من أكبر القامات العلمية في الجمهورية الموريتانية؛ لتضلعه بالعلوم النقلية والعقلية، وبالأخص الفقه المالكي والعلوم المساعدة له، ضمن جهود إدارة الأوقاف السنية في نشر تراث الإمام مالك بن أنس الأصبحي من خلال الندوات واللقاءات والدورات العلمية .

وأوضح الشيخ د.راشد الهاجري بأن اختيار إدارة الأوقاف السنية لفضيلته لعدة اعتبارات ، ومنها استقطاب وإبراز الكفاءات العلمية في فقه الإمام مالك من شتى بلدان العالم الإسلامي، وإظهار مكانتهم في الأوساط العلمية ونقل التجارب العلمية في تدريس الفقه المالكي، مضيفا بأن التجربة الموريتانية تتميز بالجدة والتأصيل والإتقان مع الاهتمام بجانب الحفظ والضبط لمسائل الفقه وقواعده نثراً ونظماً، إضافة إلى كون هذه المدرسة لها تأثير بالغ على طلبة العلم في رفع الهمم لحفظ وإتقان العلم.

وأكد على معرفة مكانة الإمام مالك الذي انتشر فقهه حتى وصل إلى تلك البلاد البعيدة ليدل على صحة وسلامة أصوله في فهم الأحكام الشرعية.



وفيما يخص اختيار المادة العلمية للدورة الصيفية التاسعة والتي قدمها فضيلة العلامة الشنقيطي في الفترة من 23 إلى 30 يونيو الماضي، أوضح د.الهاجري بأن القسم المختص بإدارة الأوقاف السنية حرص على اختيار مادة علمية مناسبة لفضيلته في هذه الزيارة فقد درّس فقه المعاملات من موطأ الإمام مالك؛ حيث استمر الشيخ بتدريسه وتقرير مسائله في ستة أيام، عُني فيها بإبراز أصول الإمام مالك في المعاملات من خلال أحاديث السنة النبوية وعمل أهل المدينة، وتم اختيار هذه المادة العلمية لأهميتها وحاجة الناس إليها لمعرفة فقه المعاملات المالية في ظل هذا التوسع في التعامل المالي، حيث إن أصول الإمام مالك من أصح الأصول في المعاملات كما أقام فضيلته دورة أخرى في أصول الإمام مالك التي بنى عليها فقهه، وهي عبارة عن منظومة للشيخ؛ نظم فيها أصول الإمام مالك العشرين التي بنى عليها مذهبه إلى جانب منظومتين للشيخ في أصول الدين، حرص الشيخ فيهما على تحرير القضايا والأصول العقدية من خلال نصوص القرآن والسنة النبوية، وفقه الصحابة، وأصول الإمام مالك.

وختم د.الهاجري بأن الشيخ الشنقيطي نبه على أهمية السعي لجمع الكلمة بين المسلمين، وعدم نشر الخلاف، وحل القضايا العلمية في هذه المسائل عن طريق البحث العلمي الهادف الذي يكون له أثره في جمع كلمة المسلمين ، وقد تفاعل الحضور مع الشيخ، ولقيت زيارة فضيلته إقبالًا واسعًا من الأئمة والخطباء وطلبة العلم، وأثنوا على طريقة الشيخ وطرحه في أبواب العلم، وطالبوا بتكرار مثل هذه الاستضافات العلمية النافعة، خاصة في مثل هذه الإجازات الصيفية.