خالد الطيب

أعلن كبير استشاريي المخ والأعصاب في مجمع السلمانية الطبي د.عيسى الشروقي، عن بدء أعمال بناء مركز متخصص للتصلب المتعدد الشهر المقبل، وتوقع انتهاء العمل في المركز بعد 6 أشهر، وقال إن المركز سيوفر جميع الخدمات من الفحص والتشخيص إلى المختبرات وأقسام الأشعة والتأهيل والعلاج الطبيعي.

وأكد الشروقي، على أن البحرين تعتبر من الدول الأكثر إصابة بمرض التصلب المتعدد بعد دولة الكويت والتي تبلغ نسبة الإصابة فيها 90 من أصل 100 ألف، والإمارات 60 من أصل 100 ألف، فيما تأتي البحرين في المركز الثالث بنسبة تعادل 51 شخصاً من أصل 100 ألف شخص، ووصفته بالمعدل العالي ممثلاً، وقالت قبل 20 سنة كانت النسبة 8 أشخاص من أصل 100 ألف.



وقال الشروقي: "التصلب المتعدد هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي في الدماغ والحبل الشوكي، بالإضافة للعصب البصري وهو التهاب ذو خلفية مناعية لا جرثومية يتميز بإصابته لأجزاء متعددة من الجهاز العصبي، وليس للمرض أي أسباب رئيسة وقد تعددت النظريات لكن النظرية الأساسية أن السبب هو القابلية الجينية، بالإضافة للتغير البيئي كالعصرية أو التمدن، فأفريقيا والدول الأفريقية لا توجد لديهم إصابات بالتصلب المتعدد وذلك لأن الدول الخليجية والغربية متعصرنين أي اتجهنا نحو التطور واختلاف طرقنا المعيشية وحتى التلوث البيئي، فكل هذه الأسباب تعد من الأسباب المتوقعة وفق هذه النظرية".

ويضيف: "المقصود بالقابلية الجينية ليس التوارث من الأب للابن إنما المقصود أنه يوجد عند بعض أفراد العائلة قابلية في جيناتهم تسمح بالإصابة بهذا المرض، فيمكن أن يكون الأب مصاباً ولا ينتقل للابن، والمرض بدأ يستفحل في منطقتنا من فترة قريبة لكن سابقاً لم يكن معروفاً وأعراضه تختلف بحسب مكان الإصابة، فلو أصاب منطقة مسؤولة عن الحركة أثر على الحركة، ولو أصاب منطقة مسؤولة عن الرؤية أثر على الرؤية، لكن أعراضه الأساسية هي فقدان البصر أو العمى المؤقت في إحدى العينيين، التنميل في منطقة معينة في الجسم، وفي حالة أصاب جذع الدماغ فهو المسؤول عن تناسق حركة العينين والاتزان والصعوبة في المشي وازدواج الرؤية، ولو أصاب الحبل الشوكي سيصاب بالشلل إما الخفيف أو الكلي، ويأتي المرض على حالة انتكاسات ونوبات "من أسبوعين إلى 3" وتزول، وهذه هي أشهر الأعراض الشائعة".

وأكد الشروقي: "إن مرض التصلب المتعدد من الأمراض الشائعة جداً في البحرين وعدد المصابين به تقريباً تجاوز الـ600 مريض وهو عدد كبير بالنسبة لهذا المرض، لذلك كانت خطوة إنشاء مركز متخصص لعلاج التصلب المتعدد شمال المحرق بدعم من بنك البحرين الوطني تحت وزارة الصحة، وذلك لأنه في السابق كانت النسبة أقل بكثير من النسبة الحالية وتقتصر على أصول معينة وجنسيات معينة وذلك للقابلية الجينية لديهم، لكن الآن لم يعد المرض مقصوراً على فئة معينة بل بمختلف الفئات".

ويضيف: "هناك نوع "المحتد الخامد"، وهو عبارة عن نوبات ويشفى منه وهو الشائع في البحرين، والنوع الآخر المتقدم وهو التصلب المتعدد المتقادم ويعتبر ثانوياً، وينتج عن النوع الأول التصلب المحتد الخامد ثم يصبح التصلب المتعدد المتقادم وهو نسبته قليلة في المملكة".

وأوضح الشروقي: "إن العلاج المتاح في البحرين نوعان؛ الأول يخص الجهاز المناعي وهو يهدف لمنع حدوث المرض وذلك عن طريق تحوير المناعة أو تثبيطها من أجل منع رد الفعل المناعي الخاطئ في الدماغ والحبل الشوكي، والآخر في الحالات الحادة وهي حقن "الستيرويد" منشطات بجرعات كبيرة من 3 إلى 7 أيام، أما في حالة أراد المريض منع المرض في حالات معينة في حالة فقدان الاتزان والبصر أو حتى منع فقدان خلايا الدماغ، فاتجه العلاج إلى إعادة تشكيل المناعة بدل تثبيطها ليعمل بشكل سوي، ومن هنا ظهرت العديد من الأدوية التي تؤدي لهذه النتيجة".

وكشف الشروقي، عن دواء جديد قد يمثل أملاً جديداً لعلاج مرض التصلب المتعدد، حيث جاءت في الفترة الأخيرة الحبوب السنوية والتي تسمى "ماينكلاد كلادربين" والتي تستخدم لمدة 4 مرات في السنة وهي حبوب قديمة أعيد استعمالها لعلاج التصلب المتعدد وهي من النوع الثاني الذي يعيد تشكيل الجهاز المناعي وتستخدم أربع مرات في السنة وتغنيه عن التحاليل الكثيرة وتستمر فعاليته لمدة سنتين وأحياناً أكثر وهي آمنة كعلاج وفعالة.