هدى عبدالحميد

كشف رئيس مجلس إدارة بنك البحرين الوطني فاروق يوسف خليل المؤيد عن شراكات ومساهمات واسعة في سلسلة من المشاريع الوطنية الكبرى بالمملكة، شكلت أرضية صلبة في بناء الاقتصاد الوطني، الى جانب تقديم اللوازم والتجهيزات اللوجستية المتطورة لمختلف المؤسسات ضمن سياسة وازنة تنص على تخصيص 5% من صافي أرباح البنك السنوية لدعم أنشطة التوعية والتنمية في البحرين.

وبين المؤيد في حوار مع صحيفة "الوطن" أن البنك ساهم على نحو معزز في بناء وتجديد وتجهيز مركز مدينة خليفة الصحي بمنطقة جو، والمزمع اكتماله بحلول النصف الثاني من العام 2021 وبتكلفة تقريبية تبلغ 6 ملايين دينار، وكذلك تمويل مشروع مركز التصلب اللويحي الجديد في المحرق وتغطية جميع نفقاته نيابة عن وزارة الصحة، بتكلفة مقدارها 1.7 مليون دينار وكذلك التبرع بالمعدات لمستشفيات محلية رائدة مثل مجمع السلمانية الطبي والمستشفى العسكري ومركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب وغيرها من المشاريع الحيوية.



وأكد أن بنك البحرين الوطني يلتزم باتباع نهج شامل يجمع بين الأعمال التجارية وبين احتياجات المجتمع وجهود الدولة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مشيراً إلى المساعي الدؤوبة في تحسين حياة المواطن البحريني.

وفيما يلي نص الحوار:

- ما هو الدافع وراء ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى بنك البحرين الوطني؟

المؤيد: تتوجه مساعينا في بنك البحرين الوطني إلى تحسين حياة المواطنين، وينبع ذلك من عُمق مرتكزاتنا وقيمنا الأساسية، وهو ما يوضح سبب تعدد مبادراتنا الهادفة لدعم احتياجات المملكة وأهلها في مختلف المبادرات، ولكوننا البنك الرائد على المستوى المحلي، نعتبر أنه من واجبنا رد الجميل للمجتمع الذي لطالما دَعَمنا هو شرف نعتز به كثيراً ونضع مساعي تحفيز ازدهار المجتمع تحت مظلة مسؤوليتنا الوطنية بالبنك، ونؤمن بأن ذلك سيحفز أيضاً من نجاحاتنا أكثر فأكثر.

- ما اهم الخطوات التي اتبعها بنك البحرين الوطني لترسيخ نفسه كأحد المساهمين الأساسيين للمجتمع؟

المؤيد: نحرص دائماً على بذل أفضل الجهود ضمن نطاق عملنا، وذلك انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن نجاحنا سيصل أثره إلى المجتمع بشكل أو بآخر، فمنذ أن تأسس البنك، أحاطت به روح العطاء التي شكلت أولوية كبرى لنا، وقد بادرنا رسمياً في عام 1980 بتدشين برنامج التبرعات والمساهمات الخاص ببنك البحرين الوطني، والتي تنص سياسته على تخصيص 5% من صافي أرباحنا السنوية لدعم أنشطة التوعية الاجتماعية. وقد تمثلت خطوتنا الرئيسية في إنشاء قسم مخصص لإدارة مساهماتنا مع تخصيص التمويل والدعم اللازمين للمبادرات التي تركّز وتهتم بالمجتمع.

ما هو دور بنك البحرين الوطني في المجتمع؟

المؤيد: نؤمن بأن دورنا في المجتمع يتجاوز مضمونه حدود عملنا كـ "مزود خدمات مصرفية"، فنحن نحرص على أن نكون مثالاً يُحتذى به في تعزيز أواصر العلاقة مع المجتمع البحريني وعليه، فإننا نهتم ونستثمر في تأسيس جذور قوية ومتينة لنا في أوساط المجتمع؛ وذلك عبر تمكين موظفينا من نشر الوعي الاجتماعي، وتأدية دور فعّال يُساعدهم على إحداث فرق مع من حولهم، ونولي اهتماماً بالغاً بأن يمتد تأثيرنا على نطاق أوسع في البحرين، لنشارك في منح المملكة قيمة وتميّزاً أكبر، ولِنُساهم أيضاً في نموها وازدهارها.

- كيف تقيم سياسة بنك البحرين الوطني تجاه المساهمة في رفاهية وسلامة المملكة؟

المؤيد: تعتبرالمسؤولية الاجتماعية من القيم الراسخة والمتأصلة لدى جميع أعضاء عائلة بنك البحرين الوطني. وعلى هذا النحو، فإن الجانب الأخلاقي والمعنوي لجميع المبادرات التي يُقدمها برنامج التبرعات والهبات تكون أساسية ومُكمّلة للعطاءات النقدية، حيث يشارك خلالها المدراء التنفيذيون والموظفون الذين يكرسون جل وقتهم وجهدهم لابتكار الفعاليات والبرامج والحملات وتدشينها لبث الحياة في رؤيتنا الهادفة نحو "إثراء حياة الأجيال" وأننا نضع رفاهية وسلامة مجتمعنا وموظفينا ومملكتنا في طليعة عملياتنا، ونسعى جاهدين لإشراك جميع أصحاب المصلحة في هذه السياسات.

- أبرز القطاعات التي تشملها الجهود التوعوية والبرامج المساهمة؟

المؤيد: بنك البحرين الوطني يلتزم على اتباع نهج شامل يجمع بين الأعمال التجارية وبين احتياجات المجتمع وجهود الدولة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ووفقاً لذلك، يتمحور تركيزنا بشكل خاص على عدة ركائز أساسية، مع منح الأولوية للرعاية الصحية، حيث يتم تخصيص مقدار معين من ميزانيتنا لمنح التبرعات إلى المؤسسات التي تقدم خدمات ومعدات طبية وإغاثية. وتمثل الرعاية الاجتماعية الركيزة الثانية لنا، وهي تشمل ضمان رفاهية المجتمع وتعزيز الجوانب المجتمعية ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية كالجمعيات الخيرية والمنظمات المسجلة في المملكة، بينما يشكل التعليم الركيزة الثالثة لنا، حيث نبادر بالاستثمار بشكل كبير في مؤسسات التعليم العالي الرئيسية بالمملكة من خلال مساهماتنا التي مكنت من توفير الأدوات اللازمة وتلبية الاحتياجات التعليمية العامة لمجتمعنا، ويقوم بنك البحرين الوطني بخلق فرص أخرى للأفراد عن طريق تطبيق الركائز المتبقية، بما يساهم في إثراء حياة الجميع ودعم التقدم المستدام من أجل الإعداد لمستقبل أكثر ازدهاراً.

- ما هي أبرز مبادرات الرعاية الصحية التي قام بنك البحرين الوطني بدعمها على مدى الأعوام القليلة الماضية؟

المؤيد: ساهم البنك بشكل سخي في بناء وتجديد وتجهيز مركز مدينة خليفة الصحي بمنطقة جو، والمزمع اكتماله بحلول النصف الثاني من العام 2021 وبتكلفة تقريبية تبلغ 6 ملايين دينار. وستصب مساهمة بنك البحرين الوطني لصالح تمويل المبنى وتجهيزه وإمداده بالمعدات الطبية. كما تم تمويل مشروع مركز التصلب اللويحي الجديد في المحرق وتغطية جميع نفقاته نيابة عن وزارة الصحة، بتكلفة مقدارها 1.7 مليون دينار مع إشراف الوزارة على الأعمال الإنشائية. ولا ننسى بالطبع الشراكات الأخرى المستمرة ضمن قطاع الرعاية الصحية من ضمنها: التبرع بالمعدات للمستشفيات المحلية الرائدة مثل: مجمع السلمانية الطبي والمستشفى العسكري/قوة دفاع البحرين ومركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب بالإضافة إلى منظمة الهلال الأحمر والمركز البحريني للحراك الدولي، وذلك إلى جانب دعمنا المستمر لكبار السن عبر دار بنك البحرين الوطني للمسنين، وزيادة الوعي حول أهم قضايا المجتمع كسرطان الثدي والأطفال المصابين بالسرطان وإدمان المخدرات وخسارة الوزن، وغيرها.

أيضاً: "لأننا نضع مجال التوعية حول الرعاية الصحية على قمة أولوياتنا، فقد بادرنا بالتبرع للمستشفيات والمراكز الطبية ومقدمي الخدمات الصحية، بجانب تنظيم الحملات التوعوية على مدار العام. وتعاون بنك البحرين الوطني خلال شهر رمضان مع مبادرة ابتسامة وجمعية الأحلام وبالاشتراك مع وزارة الصحة، للتخفيف من تحديات الأطفال المصابين بالسرطان وعوائلهم، عن طريق المساعدة لتعزيز نمط حياتهم.

هنا لا بد أن نشير إلى تعدد وتنوع مساهمات بنك البحرين الوطني خلال العام الماضي، حيث قمنا باستثمار الوقت والجهد والمال لتبني عدة مبادرات مجتمعية هادفة وتتوافق بشكل مثالي مع وعد علامتنا التجارية بأن نكون أقرب إلى المجتمع. ونفخر بجميع ما حققناه من إنجازاتفي هذه المبادرات، ويسرنا أيضًا أن نشهد التأثيرات الإيجابية لهذه المساعي، والتي تتضمن تشجيع الآخرين لإطلاق مبادرات مماثلة.

وتم أيضًا في عام 2019، تسليط الضوء على القطاع التعليمي من خلال استمرار دعمنا لصندوق عيسى بن سلمان التعليمي الخيري، وبرنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، بالإضافة إلى التبرعات والمساهمات المُقدمة إلى المدارس والجامعات والكليات ومراكز التعلُّم الأخرى. وبادر "البحرين الوطني" أيضًا بدعم مسابقة "الابتكار في الذكاء الاصطناعي" التي استضافتها بوليتكنك البحرين، ومؤتمر التكنولوجيا الحيوية الذي أقامته الجامعة الخليجية، وبرنامج الجري السنوي التابع لمؤسسة إنجاز البحرين، والتي يجمعنا معها برامج سنوية قائمة وقد ساهمت هذه الفعاليات بتوفير فرصًا رائعة للشباب لبدء رحلة التطوّر الوظيفي الخاصة بهم.

وسعيا منه لمواكبة المواضيع الملحة في عصرنا الحالي، ساهم البنك برعاية فريق جامعة البحرين الذي تأهل في التصفيات الأولى للجامعات المشاركة في مسابقة ديكاثلون الطاقة الشمسية الشرق الأوسط 2020 التي تقام في دبي وتتزامن مع إكسبو 2020. وسيتنافس فريق الجامعة والذي سيمثل البحرين مع 18 فريقا من عدة جامعات عربية ودولية.

- وحول المساهمة في ملف "كورونا"؟

المؤيد: من منطلق الحفاظ على رفاهية وسلامة المجتمع في ظل انتشار العالمي لفيروس كورونا "كوفيد-19"، سعينا خلال عام 2020 للمشاركة في برامج خاصة من شأنها أن تساهم في رفع جودة الحياة بالمجتمع وبالقطاعات المتضررة بسبب الجائحة، وذلك بهدف تحقيق التماسك والتآزر المجتمعي في المملكة، وبصفتنا أحد أبرز أعضاء فريق البحرين، اشتمل تركيزنا على دعم البرامج التعليمية والتدريبية والأنشطة التطويرية، كالمؤتمرات والفعاليات المتخصصة ذات الأهمية الاستراتيجية للمملكة، لتساهم هذها لمناسبات بخلق فرص للتواصل وتَشارك الخُبرات ونقل المهارات لضمان تحقيق الازدهار للمستقبل. ويشكل"التنوع والشمول"من المفاهيم الأكثر أهمية لنا في البنك، حيث أسهمت شراكتنا مع جمعية متلازمة داون البحرينية وبدعم من تمكين، بانتقال ثلاثة مرشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة لينضموا إلينا كزملاء في أقسام مختلفة ضمن مؤسستنا.

ونحن مستمرون بانتهاز الفرص لدعم المجتمع، استكمالاً لدورنا الحيوي كشركاء نشطين في العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، ومن ضمنها فعالية اليوم الرياضي الوطني. ويتمثل المبدأ التوجيهي في رغبتنا باتباع طرق هادفة لتحسين السلامة الجسدية والروحية والعقلية للآخرين، بما يساهم بإثراء حياة الأجيال في البحرين، ورأى البنك أن من واجبه الوطني المساهمة في جميع المبادرات الهادفة لمساندة مختلف الفئات والأطراف المتضررة خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. ومن منطلق دعمنا لجهود المملكة في مكافحة الوباء والمساعدة في تقليل هذه التأثيرات على الاقتصاد والمجتمع، فقد ساهم بنك البحرين الوطني بمبلغ 2.5 مليون دينار إلى الحملة الوطنية "فينا خير" لمكافحة فيروس كورونا.

وقدّم البنك تبرعاً لحملة "معاً نهتم" التابعة لمحافظة العاصمة بغرض توفير المواد والإمدادات الغذائية لأكثر من 3,000 عامل، أيّ ما يُعادل 30,000 سلة؛ اشتملت على الضروريات الغذائية والمعيشية الأساسية، لصالح صندوق إغاثة كوفيد-19 التابع لجمعية حماية العمال الوافدين، وذلك بهدف دعم العمالة الوافدة من ذوي الدخل المنخفض بالمملكة.

وعلاوة على ذلك، تبرع بنك البحرين الوطني لشراء أجهزة كمبيوتر محمول "لابتوب" ومنحها للطلبة المُسجلّين في جامعة البحرين، كما تم تخصيص مبلغ خاص للمجلس الأعلى للمرأة لشراء عدد من أجهزة الآيباد للطلاب من ذوي الدخل المحدود. وجاءت هذه التبرعات تماشياً مع جهود الحكومة نحو تمكين الطلبة لمواصلة التعلم من المنزل باستخدام مناهج التعلم الإلكتروني المعتمدة من قبل الوزارة، وممارسة التباعد الاجتماعي الآمن مع مواكبة متطلباتهم التعليمية.

ويستمر بنك البحرين الوطني بتمهيد الطريق نحو التغيير الاجتماعي الإيجابي، عبر الاستثمار في عدد من القطاعات المختلفة داخل المملكة. وبصفته مؤسسة وطنية، يتطلع البنك عبر جميع هذه المبادرات والتبرعات للارتقاء بالمجتمع وأن يواصل دوره كشريك ذي قيمة مضافة للمملكة مع المساهمة لتحقيق التنمية المستدامة لها وللمجتمع ككل.