أكد الاستاذ بقسم الطب الجزيئي بمركز الاميرة الجوهرة للطب الجزيئي والأمراض الوراثية بكلية الطب بجامعة الخليج العربي الدكتور خالد جريش أهمية الالتزام بأخلاقيات ومهارات البحث العلمي في القطاع الأكاديمي الطبي، وذلك في ندوة عقدت عن بعد وشارك فيها أكثر من 50 مشارك من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب والعلوم الطبية وكلية الدارسات العليا إلى جانب طلبة الدراسات العليا.

واستعرض الدكتور جريش القوانين والأنظمة العالمية التي تحدد خطوات ومعايير اخلاقيات البحث العلمي، مؤكداً أهمية وعي الباحث في القطاع الطبي بأخلاقيات البحث العلمي ومواكبة التطورات في مجال الأبحاث الإكلينيكية، سارداً تفاصيل تلك الاخلاقيات واللوائح المعتمدة في المعاهد والجامعات العالمية.



وأوضح خطوات تشكيل لجنة البحث العلمي والأخلاقيات بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربية وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، وطبيعة الجهود التي تقدمها اللجنة لمساعدة الباحثين وتقديم الاستشارات التي يحتاجونها لإتمام أبحاثهم وفقاً للمعايير المعتمدة، وذلك لضمان جدوى وفائدة تلك الابحاث التي يجريها أعضاء الهيئة الاكاديمية وأيضا طلبة الدراسات العليا لخدمة المجتمع وإيجاد الحلول المبتكرة المعالجة لقضاياه الطبية المختلفة، مستعرضاً أمثلة كثيرة على نماذج الأبحاث التي لا تحتاج إلى موافقة اخلاقية أو إلى الخضوع للإجراءات والأنظمة كتلك الأبحاث المبنية على استخدام قواعد بيانات مشورة، إلى جانب توضيح عواقب ومساوئ الأبحاث التي لا تلتزم بأخلاقيات البحث العلمي.

وقال: "على الباحث أن يضع في اعتباره قبل الشروع في أجراء البحث العلمي الالمام التام بأخلاقيات البحث العلمي، وأن تكون فكرة أو موضوع البحث مفيدة للمجتمع وليست ضارة، وأن تكون لدى مفردات العينة الوعي التام والموافقة المستنيرة حول تفاصيل البحث وجدوه وأهميته للمجتمع، وان يقوم الباحث بأخذ الموافقة المستنيرة من عينة البحث، وان تكون هناك عدالة في اختيار العينة والمتطوعين في البحث، وتترك لهم الحرية المطلقة في تقرير مواصلة الاشتراك في البحث أو الانسحاب دون ضغوط أو تبعات.

وفي السياق ذاته، لفت الدكتور جريش إلى 37 محدد من محددات لائحة "إعلان هلسنكي" التي تعتبر الوثيقة الأساسية في أخلاقيات الأبحاث الطبية على البشر، وتحدد مجموعة من المبادئ الأخلاقية العالمية التي تخص التجارب البحثية على البشر، مشيراً إلى أن هذا الإعلان هو إعلان عالمي اتفق عليه واجمع عليه ممثلين لأكثر من 10 مليون طبيب من مختلف دول العالم، موضحاً أن "إعلان هلسنكي" يعتبر ملزمًا أخلاقيًا للأطباء، إذ ينص الإعلان على أعلى مستوى من حماية البشر من تلك القواعد والمبادئ المتفق بشأنها في المجتمع الطبي العالمي، ويتعين على الباحثين الالتزام بالتشريعات المحلية بالإضافة إلى الالتزام بمبادئ "إعلان هلسنكي".

وفي ختام الندوة عرض مجموعة من التجارب البحثية حول العالم والتي لم يلتزم الباحثون فيها بأخلاقيات البحث العلمي مما أدي إلى مساءلتهم المهنية أو القانونية ومحاكمتهم، بعدها تم فتح المجال لطرح المداخلات والاسئلة حول موضوع اخلاقيات البحث العلمي وتمت الإجابة على استفسارات المشاركين في الندوة.