تقديرا لدورها في تنفيذ الدراسات والأبحاث العلمية المبنية على البيانات والصور الفضائية، تلقت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء دعوة من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي للمشاركة في الملتقى الدولي "تقنيات الفضاء للحفاظ على الحياة تحت الماء" حيث مثل الهيئة رئيسها التنفيذي سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري. انعقد الملتقى بمشاركة نخبة من العلماء والمختصين في مجالات التطبيقات الفضائية وعلوم البحار والمياه والبيئة بالإضافة لعدد من الساسة ورجال الأعمال، وقد حضر الملتقى أكثر من 185 مشارك من 134 دولة.

حول مشاركته قال الدكتور محمد العسيري: مشاركة الهيئة في هذا الملتقى تأتي نتيجة لنشاطها العلمي البارز في مجالات علوم الفضاء، كما انها الممثل لمملكة البحرين في قطاع الفضاء عبر عضويتها في مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. لقد كانت مشاركة غاية في الأهمية حيث سلط الملتقى الضوء على عدد من المواضيع التي تتطلب تحرك دولي واسع للمحافظة على الحياة تحت الماء والتي تشكل ما يزيد على 70% من الحياة على كوكب الأرض، كما انها ركن أساسي في دورة الحياة، ومورد أساسي للغذاء. ما تتعرض له البحار والمحيطات من تلويث بسبب الأنشطة البشرية بات مصدر تهديد للبشرية ذاتها وقد وصل الوضع لمستويات تستوجب وجود حراك دولي في هذا الجانب لوقف الخطر الداهم.



وأضاف العسيري: تطرق المتحدثون في المنتدى لأسباب التلوث المتنوعة، كما قدموا مجموعة من الحلول المبتكرة والمبادرات التي يؤمل في حال نجاحها ان يتم تبنيها وتطبيقها على نطاقات واسعة في مختلف دول العالم لغرض تحقيق الهدف المنشود والمتمثل في الحفاظ على الحياة تحت الماء. كما استعرض الملتقى أفضل الحلول المتوفرة والتي تعتمد بشكل أساسي على تقنيات الفضاء والاستعانة بالأقمار الصناعية وما توفره من أنظمة متطورة باتت جزء لا يتجزأ من البنى التحتية للأمم. لقد أكد الملتقى على ما يحتله قطاع الفضاء اليوم من أهمية بالغة في حياة المجتمعات والدول لما يقدمه من فوائد جمة في جميع المجالات بلا استثناء، وما يسهم به من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة.

واختتم العسيري حديثة بالتأكيد: ان مملكة البحرين بدأت الاستثمار في قطاع الفضاء بالشكل الصحيح وفي الوقت المناسب وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الحكيمة حفظها الله ورعاها، واليوم الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ومن خلال مختبرها لتحليل البيانات والصور الفضائية تنفذ العشرات من الدراسات التحليلية التي قدم العديد منها لمختلف الجهات الحكومية معلومات مهمة تسهم في دعم جهودهم لتنفيذ خططهم خدمة لمساعي الحكومة الموقرة لتنفيذ برنامجها الحكومي ولتنفيذ أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.

الجدير بالذكر ان الملتقى جاء متزامنا مع احتفالات العالم باليوم العالمي للمياه، وقد افتتح الملتقى بكلمة من سفيرة جمهورية موريشيوس في سويسرا، كما شارك فيه عدد من كبار المسؤولين من عدة منظمات دولية من بينها الاتحاد الدولي للاتصالات، ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي وغيرها.