أيمن شكل

انخفاض في تداول العملات الورقية وتراجع في الشيكات الإلكترونية


أثرت التعاملات المالية الإلكترونية بشكل ملحوظ على حجم العملات الورقية التي قام مصرف البحرين المركزي بتحديثها، حيث انخفض حجم العملات الورقية بنهاية العام الماضي بأكثر من 13.8 مليون دينار بالمقارنة مع عام 2022، وفي المقابل ارتفع حجم العملات غير الصالحة للتداول، والتي أتلفها المصرف بأكثر من 23.2 مليون دينار نهاية العام الماضي بالمقارنة مع عام 2022، وعزى خبراء هذا الأمر لانتشار ثقافة المعاملات الإلكترونية.
وفي المقابل تراجع التعامل بالشيكات الإلكترونية في العام الماضي مقارنة مع عام 2022، حيث أكد الخبراء أن التجار مازالوا يفضلون الشيكات الورقية، وقالوا إن الشيكات الإلكترونية قادمة لا محالة رضينا أم أبينا.
وبحسب التقرير السنوي لمصرف البحرين المركزي للعام 2023، فقد انخفض مجموع الإيداعات من الأوراق النقدية والمسكوكات المعدنية من قبل مصارف التجزئة العاملة في المملكة نهاية العام الماضي بالمقارنة مع عام 2022، الذي سجل 1.002 مليار دينار، وانخفض خلال العام الماضي إلى 741.3 مليون دينار، وبلغ مجموع السحوبات للأوراق النقدية والمسكوكات المعدنية خلال 2022، ما قيمته 982.5 مليون دينار، فيما سجلت سحوبات الأوراق النقدية والمسكوكات المعدنية لنفس الفترة من العام الماضي 724.8 مليون دينار بانخفاض أيضا بقيمة 257.7 مليون دينار.
وانخفض الرصيد القائم للنقد المتداول في 31 ديسمبر 2023، بقيمة 16.5 مليون دينار، حيث وصل إلى 668.5 مليون دينار؛ مثلت المسكوكات المعدنية منها 23.1 مليون دينار والأوراق النقدية 645.4 مليون دينار، وذلك بالمقارنة مع الرصيد القائم في نهاية عام 2022 والذي بلغ 685.05 دينار في 31 ديسمبر 2022، والذي مثلت فيه المسكوكات المعدنية مبلغ 22,907,055 دينار والأوراق النقدية 662,152,190 دينار.
وفي العام الماضي بلغت قيمة الأوراق النقدية المتداولة للإصدار الرابع (إصدار 2008) في التداول 61.0 مليون دينارا، وشكلت نسبة 9.5% من إجمالي الأوراق النقدية المتداولة، بينما بلغ مجموع الأوراق النقدية الإصدار الرابع (المحدثة) من فئة 5 و10 و20 ديناراً في التداول 575.9 مليون دينار، وشكلت نسبة 89.2% من إجمالي الأوراق النقدية المتداولة، وبلغت قيمة الأوراق النقدية القديمة المتداولة (الإصدار الثالث) 8.4 مليون دينار بحريني أو ما نسبته 1.3%.
وأشارت رئيسة نقابة المصرفيين البحرينية نورا الفيحاني إلى توجه البنوك لخفض أعداد أجهزة الصراف الآلي، والتي لم تعد مستخدمة بصورة مكثفة كما كانت في السابق، لافتة إلى أن البنوك كانت تحرص عند مواعيد تسلم الرواتب على زيادة النقد في الأجهزة لسد الطلب الكبير عليها، وقالت: لم نعد نرى صفوف انتظار أمام أجهزة ATM كما كان الوضع في السابق، حيث كان يمتد الصف لمسافة بعيدة، ويحرص الناس على التواجد بعد الثانية عشر مساء لسحب رواتبهم.
وأرجعت الفيحاني الأمر إلى ما أسمته «الثقافة الرقمية» لدى الناس في البحرين، حيث لا يخلو محل صغيراً كان أو كبيراً من وجود تعاملات إلكترونية، مشيرة إلى أن فترة جائحة كورونا عززت من هذه الثقافة وغيرت تفكير الناس في البحرين.
وأكدت رئيسة نقابة المصرفيين البحرينية أنه مع مرور الوقت لن يكون هناك وجوداً للكاش، وربما يقوم مصرف البحرين المركزي بإصدار الدينار الرقمي، لافتة إلى ارتفاع تحويلات «بنفت» عاماً بعد آخر، باعتبارها الأسرع والأسهل للناس وقد حظيت بثقة المتعاملين لتحل محل التعاملات الورقية.
وعلى العكس، فقد واجه نظام الشيكات الإلكترونية تراجعاً بالمقارنة بين العام الماضي وعام 2022، حيث بلغ عدد الشيكات المتداولة من خلال نظام البحرين لمقاصة الشيكات الإلكترونية في عام 2023، والذي تقوم بإدارته شركة بنفت 2.03 مليون شيك بمبلغ 7.04 مليار دينار، وبمعدل يومي 8176 شيكاً بمتوسط 28273 مليون دينار.
وسجل عدد الشيكات المتداولة خلال عام 2023 عدد 2.11 مليون شيك، بإجمالي 7.5 مليار دينار، وبمعدل يومي بلغ 8573 شيكاً وبقيمة متوسطة لليوم الواحد 230 مليون دينار.
وعزى الخبير الاقتصادي والنائب السابق عبدالرحمن بوعلي ذلك الانخفاض إلى أن البنوك مازالت تواجه صعوبة في استخدام الشيكات الإلكترونية، حيث يفضل معظم العملاء الشيكات العادية حتى الآن، لكنه أكد أن الشيكات الإلكترونية ستكون هي الأساس في التعاملات التجارية، وقال إنها قادمة سواء رضينا أم أبينا.