أكد مدير عام معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية "BIBF"، د.أحمد الشيخ، أن المعهد يعمل على تدشين غرفة التداول التعليمية بالمحاكاة للتمويل الإسلامي خلال هذا العام، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.

وأوضح أن غرفة التداول، تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم؛ وتقدم خدمات متكاملة من أجل توفير فرصة تعلم تجريبية استثنائية، فيما يمكن للمشاركين والدارسين للتخصصات المالية الإسلامية محاكاة واقع التداول المالي وحركة الأسواق المالية الإسلامية والمعاملات والاستراتيجيات الاستثمارية في أسواق الأسهم وغيرها من الممارسات المرتبطة بسوق المال الإسلامي.

وشدد الشيخ، على المستوى الرفيع الذي يتمتع به خريجو المعهد، ما يجعلهم الخيار الأول للتوظيف في سوق العمل المصرفي، مشيراً إلى أن خريجي المعهد باختلاف تخصصاتهم لديهم معدل توظيف عالي يصل إلى 80%.



وعن البرامج والخدمات التي يقدمها المعهد، أكد الشيخ لـ"بنا"، أن المعهد تأسس العام 1981، وينضوي تحت مظلة مصرف البحرين المركزي، ويهدف لتدريب وتطوير الثروة البشرية في البحرين، وقد عزز الالتزام بالتميّز مكانة المعهد كمؤسسة رائدة في مجال توفير التدريب المهني والتعليم في جميع التخصصات التجارية الرئيسة.

وأوضح أن المعهد يقيم شراكات مع مؤسسات تعليمية مرموقة على مستوى العالم في توفير قيادة الفكر والتقييم والتدريب في مجالات الخدمات المصرفية والمالية الإسلامية والتنمية التنفيذية والمحاسبة والمالية والأكاديمية، والقيادة والإدارة، والتأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ولفت الشيخ، إلى أن المعهد له طابع دولي، حيث قدم برامج تدريبية في 63 دولة حول العالم، إما بإرسال الطاقم التعليمي إلى الدول التي تطلب التدريب أو باستقبال وفود من دول أخرى، منوهاً بأن الثقة الدولية في مستوى وبرامج المعهد، يشكل مصدر فخر لكل بحريني.

وقال إن "BIBF"، يقدم مجموعة متنوعة من البرامج تحاكي متطلبات سوق العمل، تشمل الدورات التدريبية على يد نخبة من الخبراء الأكاديميين والاستشاريين، بمؤهلات وبرامج مهنية في شراكة مع منظمات دولية، إضافة لشهادات أكاديمية مقدمة بالشراكة مع الجامعات الرائدة في المملكة المتحدة كجامعة بانغور في ويلز - المملكة المتحدة، وجامعة لندن للدراسات الاقتصادية، وفي الولايات المتحدة؛ جامعة ديبول للدراسات العليا وجامعة فيرجينيا لإعداد القادة؛ منوهاً بأن البرامج الأكاديمية الجامعية معترف بها من قبل مجلس التعليم العالي في البحرين.

وأكد الشيخ، أن خريجي المعهد باختلاف تخصصاتهم لديهم معدل توظيف عالي يصل إلى 80%، ما يعكس المستوى العالي من التعليم والمهنية التي يوفرها المعهد للطلبة والمتدربين.

وأضاف، أن المعهد يقدم أيضاً برامج تدريبية مصممة حسب طلب الشركات أو المؤسسات من قبل المستشارين والمدربين المتخصصين لإنتاج الحلول التعليمية والتدريبية المبتكرة التي ترتبط مباشرة مع استراتيجيات العمل وأهداف المؤسسات الراغبة في تدريب موظفيها، ومن ضمن هذه البرامج الدورات التدريبية المقدمة في غرفة التداول التعليمية، التي تم تدشينها عام 2015 لسد الفجوة المهارية وتقديم فرص للتدريب والتطوير المستمر في أداء المعهد وتسهيلاته التي تمثل عنصراً أساسياً في تحقيق معايير الجودة في التعليم والتدريب المهني.

ولفت إلى، أن غرفة التداول التعليمية بالمعهد؛ تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقدم خدمات متكاملة من خلال تعلم تجريبية فريدة من نوعها، فيما يمكِّن ويهيئ المتدربين للتخصصات المالية والمصرفية ذات العلاقة من محاكاة واقع التداول المالي وحركة الأسواق والمعاملات والاستراتيجيات الاستثمارية في أسواق الأسهم وغيرها من الممارسات المالية والاستثمارية المرتبطة بسوق المال والأعمال.

وعن أهم التخصصات والبرامج التي يقدمها "BIBF"، أوضح الشيخ أن المعهد يقدم أكثر من 400 دورة مختلفة في شتى المجالات التجارية سنوياً، تشمل الخدمات المصرفية والمالية الإسلامية والتنمية التنفيذية والمحاسبة والمالية والأكاديمية، والقيادة والإدارة، والتأمين، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإدارة المشاريع، والتي صممت لتعطي حلولاً تدريبية متكاملة على أساس المتطلبات التنظيمية للمؤسسات بالأخص ولسوق العمل عامةً.

وحول أعداد المتدربين والدارسين الذين يلتحقون ببرامج المعهد، أوضح أن المعهد يخدم شريحة كبيرة من الطلبة والمهنيين في المملكة، حيث يصل عدد المنضمين للمعهد سنوياُ إلى 20 ألف طالب ومتدرب في مختلف البرامج التدريبية والأكاديمية، والتي تقدم بالاشتراك مع الهيئات الدولية المانحة والجامعات العالمية العريقة.

وفيما يتعلق بأهم التحديات التي يواجهها المعهد عند طرح برامج جديدة، قال الشيخ إن العقبات المادية وتسويق البرامج تعد أحد أهم التحديات التي يواجهها المعهد عند طرح برامج جديدة.

وأكد السعي إلى تحديث المعلومات في جميع المجالات التي يتم طرحها، لكن بعض المعطيات والتحديثات تكون في بعض الأحيان متسارعة، مما يضطر المعهد إلى تحديث المواد المقدمة عدة مرات، منوهاً أن هذا ما يميز أي برنامج، بأن يكون قابلاً للتكيف مع معطيات السوق ومتطلباته في العصر التقني أو الرقمي.

أما عن أهم إنجازات معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية خلال الفترة الماضية، أشار الشيخ إلى أن المعهد قد حصل عام 2017 على ترخيص تقديم التدريب في برامج شركة أمازون للخدمات الإلكترونية في البحرين لتقديم تدريب متخصص في هذا المجال لموظفي القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ولسد الفجوة المعرفية في السوق حول خدمات الحوسبة السحابية المزدهرة.

وأضاف الشيخ أن المعهد وبالتعاون مع بورصة البحرين أطلق العام الماضي مبادرة "أكاديمية الاستثمار"، والتي تهدف إلى إنشاء ونشر المعلومات الأساسية حول المنتجات والأدوات المالية وأساليب واستراتيجيات الاستثمار المتاحة للمستثمرين الأفراد والشركات في أسواق رأس المال.

وتوفر الأكاديمية مجموعة من أساليب التعليم المتقدمة والتقنية وتستهدف شريحة من المبتدئين والخبراء في مجال الاستثمار لتعزيز المعرفة بأسواق رأس المال وأسس ومبادئ الاستثمار.

وأشار إلى أن الأكاديمية تقدم ورشاً توعوية وشهادات احترافية إضافة إلى دورات تعليمية حول أهم المواضيع في أسواق، إضافة إلى شهادات احترافية مثل Series 7 وSeries 79. كما تعمل أكاديمية الاستثمار على تطوير المهارات والقدرات الأساسية في قطاع الاستثمار لتعزيز إمكانات أسواق رأس المال، حيث يعتزم معهد BIBF نشر التوعية حول هذا القطاع باستهدافه للمستثمرين الهواة وذوي الخبرة، إلى جانب بناء القدرات وتعزيز مكانة البحرين كمركز مالي للخدمات المصرفية وتعزيز مكانة البحرين السوقية وجعلها مركزاً فكرياً للتدريب والمعرفة.

وأوضح الشيخ أن "BIBF" أطلق أيضاً أول منتدى ومعرض سنوي مخصص للأمن الإلكتروني "منتدى ومعرض البحرين للأمن الإلكتروني" تحت رعاية مصرف البحرين المركزي، والذي يعد المعرض الأول من نوعه في المنطقة، يركز على مفهوم الأمن الإلكتروني؛ وهو من المواضيع الحساسة وبالغة الأهمية، إذ يهدف المعهد لتعزيز وتطوير الثقافة الإلكترونية للمؤسسات وللمجتمع بتقديم الخبراء الدوليين الرائدين في مجال الأمن الإلكتروني لتحقيق أقصى قدر ممكن من تجربة التعلم، والاستفادة القيمة والورشات العملية للمشاركين.

وعن جديد المعهد من برامج تدريبية في الفترة المقبلة، أوضح الشيخ اعتزام المعهد طرح برنامج تدريبي لبناء قدرات الموظفين مع مصرف السلام - البحرين؛ لتطوير وتدريب نخبة من الكوادر الواعدة وتهيئتهم لتولي مناصب قيادية في المؤسسة.

ولفت إلى أن البرنامج يهدف لتنمية قدرات الكوادر البشرية المتميزة في المؤسسة وتمكينهم من تولي أدوار أولية عن طريق توفير خطوات عملية لتطوير وتنفيذ خطة تعاقبية شاملة من خلال سلسلة من الأنشطة؛ ورش العمل التفاعلية، المحاكاة والإرشاد، مما يتيح لقسم الموارد البشرية والإدارة العليا الفرصة لتحديد المرشحين الداخليين المحتملين لشغل المناصب القيادية الرئيسية، فضلاً عن الفرص التطويرية التي من شأنها ستساعدهم على النجاح.

وأكد أنه إضافة إلى ذلك، يعمل المعهد على تجهيز غرفة التداول التعليمية بالمحاكاة للتمويل الإسلامي، والتي سيتم تدشينها هذا العام انسجاماً مع أهداف التوسع والتطور في قطاع التمويل الإسلامي ومواكبة تطلعات تقديم تعليم نوعي يصب بشكل مباشر في دعم أهداف التنمية الاقتصادية للمملكة.

وقال: "إضافة إلى البرامج الأساسية التي يقدمها حالياً، سيقوم في الفترة المقبلة بتقديم برامج قائمة على احتياجات سوق العمل، حيث يتم ويشكل دائم دراسة هذه الاحتياجات وتقديم البرامج التي تهدف لرفع المهارات اللازمة للطلبة والموظفين الذين يتطلعون إلى تعزيز مهاراتهم التخصيصية في شتى المجالات، إضافة إلى ذلك، سيطرح المعهد خلال الفترة المقبلة وبالتعاون مع جامعة ستراثكلايد الإسكتلندية برنامج ماجستير في إدارة الأعمال، وشهادة ماجستير في مجال تقنية المعلومات المالية.