قمة جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وأخاه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية اليوم الإثنين، في الرياض، فيما كان جموع الحجيج على صعيد عرفات الطاهر، يتضرعون إلى الله أن يوفق قادة الأمة إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

دعوات في خير يوم طلعت فيه الشمس كان لها أثرها على قمة، أكد في أعقابها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن "الشراكة بين الإمارات والسعودية قوية ومستمرة لما فيه خير البلدين والمنطقة".



قمة دعم الاستقرار

ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الإثنين، إلى الرياض في زيارة إلى المملكة العربية السعودية. وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية.

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود العلاقات الأخوية المتأصلة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين والتنسيق بينهما والشراكة الإستراتيجية التي تخدم مصالحهما المتبادلة وتحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين إلى مزيد من التقدم والرخاء، بالإضافة إلى مجمل القضايا والتطورات العربية والإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

ورحب الأمير محمد بن سلمان، خلال اللقاء، بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق في بلدهم المملكة العربية السعودية.. وتبادلا التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتمنياتهما للبلدين وقيادتيهما وشعبيهما الشقيقين دوام الخير والرفعة ولشعوب الأمة الإسلامية والعالم أجمع.. السلام والاستقرار، سائلين الله عز وجل أن يرفع الوباء عن البشرية.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، خاصة مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط والجهود المبذولة، لإيجاد تسويات سياسية للأزمات والتحديات التي تواجهها، بما يكفل تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة وشعوبها.

نموذج يُحتذى

شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية منذ تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو/أيار 2016، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ومضت مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبخطى واثقة، تمضي الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات إلى آفاق أرحب، حتى أضحت العلاقات بينهما نموذجاً يُحتذى في العلاقات الدولية.

شراكة تتوثق وتعاون يتزايد بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبإشراف ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.

وتتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية، حيث تعملان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب.

إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.

وامتدادا للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، شكّل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.

وتمثل العلاقة السعودية الإماراتية صمام أمان ليس للبلدين فحسب، بل للمنظومة الإقليمية برمتها، كونهما يجسدان قيم الاستقرار والتنمية، كما يمثلان منطق العقلانية السياسية ومفهوم الدولة الحديثة، في احترام القيم والتشريعات الدولية.

وأسهمت العلاقات الثنائية بين البلدين في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخهما يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، حيث تحملان العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلا عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف التي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.

وتمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية في طريقها لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي، بتوجيهات وجهود قادة البلدين، محوره التعاون والتكاتف على كافة الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، مستنداً إلى الإرث الحضاري والتاريخي ومقومات القوة المشتركة، ومدعوماً برؤى وطموحات قيادات البلدين، وسط إدراك مشترك أن الدولتين يجمعهما مصير واحد ورؤية متكاملة مشتركة، وأن التعاون بينهما يصب في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والرفاهية لشعبيهما.