إرم نيوز


لجأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى صلوات ”الجمع الموحدة“ لاستنفار أنصاره، في سياق الخصومة مع ”الإطار التنسيقي“، وهو ما يثير قلقا في الشارع العراقي، في ظل التركيز الصدري والاستعداد الكبير لتلك الصلوات.

وعلى رغم انسحابه من مباحثات تشكيل الحكومة، واستقالة نوابه الـ73 من البرلمان، الشهر الماضي، إلا أن الزعيم الشيعي، بقي حاضرا في الأجواء الإعلامية، عبر البيانات التي يصدرها وتعليقات قيادات تياره.

وضمن أدوات الضغط على قوى ”الإطار التنسيقي“ استدار الصدر، نحو تياره لتنظيم صفوفه، حيث شكل عدة لجان، أبرزها لجنة خاصة لإدارة الصلوات الموحدة، فضلا عن لجان أخرى تختص بالحراك الجماهيري.


ومن المقرر أن يقيم التيار الصدري أول صلاة موحدة، الجمعة المقبلة، في بغداد ومحافظات أخرى.

وهذا التقليد الصدري، يعود إلى العام 1998، عندما بدأ به والد مقتدى المرجع الديني محمد صادق الصدر، وهي خطوة غير مسبوقة، جاءت في سياق التنافس بين المرجعيات الدينية آنذاك، وهدفت لإظهار قوة التيار، وتنظيم صفوفه، واستثارة أتباعه.

والتقى الصدر الأسبوع الماضي، اللجنة المكلفة من قبله للإشراف على تنظيم صلاة الجمعة الموحدة، وهو ما أوحى بأهمية هذا الحدث بالنسبة للتيار الصدري، الذي بدأ بالتحشيد له بشكل واسع.

”أعداء“ الأغلبية الوطنية

وتوعد قائد ”سرايا السلام“ أبو مصطفى الحميداوي، بتنظيم استعراض كبير، وهو تطور لافت تمثل بدخول ”سرايا السلام“ طرفا في الأزمة.

وقال الحميداوي في تغريدة على ”تويتر“: ”سيرى أعداء الدين والإنسانية، أعداء الأغلبية الوطنية، أعداء من يريد تقديم الخدمات، سيرون منا استعراضا عباديا لا مثيل له منذ تأسيس الجمعة إلى يومنا هذا“.

وقوات ”سرايا السلام“ تتألف من عدة ألوية، وهي الذراع العسكري للصدر، إضافة إلى لواء ”اليوم الموعود“، فضلاً عن ”جيش المهدي“ الذي جمّد نشاطاته.

وتطورت قوة الصدر العسكرية، مستفيدة من دخول بعضها ضمن الحشد الشعبي، وكذلك البناء الذي شهدته خلال السنوات الماضية.

وسيُقام التجمع الكبير للتيار في مدينة الصدر الفقيرة شرقي العاصمة بغداد، وهي ذات غالبية الشيعية، إذ ينتمي معظم سكانها للتيار الصدري.

وجاءت الصلاة الموحدة، ضمن توجه للتيار نحو الإعداد الجماهيري، وإطلاق دعوات الجهوزية، وهي محاولة من الصدر لإعادة التموضع السياسي وبث روح الحماس في نفوس أتباعه بعد الخروج التراجيدي للصدريين من البرلمان الذي أتى لصالح خصومهم من قوى ”الإطار التنسيقي“.

وتسود حالة من الترقب والقلق لدى الشارع العراقي، مع اقتراب يوم الجمعة، بالنظر لانفتاح الأمور على احتمالات كثيرة، أقلّها المظاهرات الاحتجاجية الواسعة التي يمكن أن تطيح بأي حكومة، مثلما فعلت مظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2019. وأطاحت بحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، خاصة وأن قوى الإطار التنسيقي، مارست خطوات اعتٌبرت استفزازية للصدر، مثل ترشيح رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي لرئاسة الحكومة.

دعوات لضبط النفس

وفي المقابل، يتخوف الصدريون أيضا، من إمكانية تشكيل ”حكومة إطارية“، تستفيد من قوة المؤسسات العسكرية العراقية، مثل الحشد الشعبي والجيش العراقي، في تصفية خصومها وملاحقة قادة التيار، أو بناء جمهور مؤيد عبر استغلال الوفرة المالية التي حققها العراق من مبيعات النفط، في ظل تكدس تلك الأموال وعدم التصرف بها، لغياب الحكومة.

وتسبب انسحاب الصدر بحرمان الصف الأول من أنصاره من آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة التي كانت توفرها كتلته الكبيرة في البرلمان ونفوذه السياسي، لكنه على رغم ذلك، ما زال هناك مئات الموظفين الكبار في الكوادر المتقدمة داخل الحكومة العراقية.

وفي هذا السياق، اعتبر عضو في ”الإطار التنسيقي“ أن “ الأيام المقبلة ستشهد حراكا جماهيريا واسعا، وهذا مؤشر لدينا، لكننا دعونا أنصارنا إلى ضبط النفس، والابتعاد عن تجمعات الصدريين، وعدم استفزازهم، بل اعتماد خطاب التهدئة، لضمان تشكيل الحكومة، التي ستكون حاكمة على الجميع“.

وأضاف العضو الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ“إرم نيوز“ أن ”القلق يسيطر على الشارع بسبب الاستفزازات التي صدرت من بعض الأطراف، لكن الأهم في هذه المرحلة هو إعطاء تطمينات للشارع، بعدم انجرار الأطراف إلى احتراب داخلي، خاصة وأن الصدر أغلق أبوابه، ولجأ بشكل واضح إلى الشارع، وهو ما كان الجميع يخشاه“.

ويستند الصدر في حراكه على قاعدة شعبية كبيرة، ناقمة على الطبقة السياسية، إضافة إلى تململ من الطبقات المستقلة مثل شباب الجامعات، وناشطي حراك 2019، وهو ما يشكل صورة واضحة عن المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، خلال الفترة المقبلة.