فك علماء في إسبانيا الشفرة الجينية لقنديل بحر قادر على العودة مرارًا إلى حالته اليافعة، في محاولة لاكتشاف سر الطول الفريد لعمره وإيجاد أدلة جديدة فيما يتعلق بتقدم الإنسان في العمر.

وتوصلت نتائج دراسة أجراها علماء من جامعة أوفييدو ونُشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلى رسم خريطة للتسلسل الجيني لنوع من قناديل البحر يسمى (توريتوبسيس دورناي) أو (قنديل البحر الخالد)، والذي سُمي بهذا الاسم لكونه النوع الوحيد المعروف من قناديل البحر القادر على العودة مرارًا إلى مرحلة اليرقة بعد التكاثر الجنسي.

وأوضح العلماء أن قنديل (توريتوبسيس دورناي) يمر بدورة حياة من جزأين، مثل غيره من الأنواع، إذ يعيش في قاع البحر خلال مرحلة لا جنسية، يتمثل دوره الرئيسي خلالها في البقاء على قيد الحياة في أوقات ندرة الغذاء، وعندما تكون الظروف مواتية يتكاثر قنديل البحر جنسيًا.



وذكروا أن العديد من أنواع قناديل البحر لديها بعض القدرة على عكس الشيخوخة والعودة إلى مرحلة اليرقات، لكن معظمها يفقد هذه القدرة بمجرد بلوغه مرحلة النضج الجنسي، فيما عدا قنديل (توريتوبسيس دورناي) القادر على القيام ببعض الحيل التطورية ربما لمدة 15-20 عامًا.

وأكد العلماء أن الدراسة تهدف إلى فهم ما الذي جعل هذا النوع من القناديل مختلفًا عن طريق مقارنة التسلسل الجيني الخاص به بنوع أخر من القناديل يسمى (توريتوبسيس روبرا) وهو نوع قريب جينيًا ولكنه يفتقر للقدرة على تجديد شبابه بعد التكاثر الجنسي.

ووجد العلماء أن لدى (توريتوبسيس دورناي) اختلافات في الجينوم ربما تجعله أفضل في نسخ وإصلاح الحمض النووي، وفي الحفاظ على نهايات الكروموسومات التي تسمى التيلوميرات، والتي تبين أن طولها يقصر عند البشر والأنواع الأخرى مع التقدم في العمر.