كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نقلاً عن وثائق رسمية أمريكية، أن البحث حول عقار "ريفاروكسابان" الذي يستخدم كمضاد للسكتة الدماغية، يتضمن بيانات مزيفة، حيث تبين تسببه في آثار جانبية خطيرة ومميتة.



من المفترض أن تقوم مجلة "ذا لانسيت" بإصدار تصحيحات أو سحب ورقتها البحثية، بعد التحذيرات بشأن عقار ريفاروكسابان.



أرم نيوز

وكانت قد نشرت المجلة الطبية البريطانية " ذا لانسيت" في العام 2009، دراسة رئيسية عن عقار "ريفاروكسابان" المضاد لتخثر الدم، باعتباره دواءً آمنًا وفعالًا، إلا أن المجلة حذرت حاليًا من عدم الدقة في بيانات التجربة، مشيرة إلى أنها ستحقق في الأمر بشكل أكبر.

وكانت قد وافقت هيئات الرقابة الصحية "NICE" على عقار "ريفاروكسابان" الذي يباع غالبًا تحت الاسم التجاري "Xarelto" ، للوقاية من السكتة الدماغية وانسداد الأوعية الدموية، التي تحدث عادةً بسبب الجلطات، وكان قد حصل أيضًا على الضوء الأخضر من هيئات الرقابة الصحية الدولية في العام 2011، ويتم تناوله من قبل الآلاف من البريطانيين والملايين في جميع أنحاء العالم.

وفي حال كانت هذه الادعاءات صحيحة، يعتبر الأمر تضليلًا للمرضى بشأن احتمالية تعرضهم لآثار جانبية، والتي تشمل خطر حدوث نزيف حاد وربما قاتل.

وراجعت الدراسة دور الدواء في منع تجلط الدم بعد الجراحات، ومع ذلك، أكد باحثون آخرون آلاف المرات سلامته.



الشركات جنت مبيعات تقدر بنحو 5.4 مليار جنيه إسترليني من عقار "ريفاروكسابان" في العام 2019.



ومن جانبه، قال الدكتور بيتر ويلمشورست، طبيب القلب في مستشفى جامعة "رويال ستوك" في بريطانيا والناشط في حملات الاحتيال البحثي، إنه في حال كانت الآثار الجانبية الخطيرة أكثر شيوعًا مما تم الإبلاغ عنه رسميًا، فإن الخطر سيكون عاليًا للمرضى؛ لأنه دون بيانات موثقة، لا يعرف المرضى والأطباء بالضبط مدى أمان هذا الدواء.

وأضاف أنه كان من المفترض أن تقوم مجلة "ذا لانسيت" بإصدار تصحيحات أو سحب ورقتها البحثية، بعد التحذيرات بشأن عقار ريفاروكسابان في تقارير طبية أخرى على مدى السنوات العشر الماضية.

وقامت مجلة طبية أمريكية في العام 2015 بتحليل 57 تقريرًا من تقارير إدارة الغذاء والدواء حول سوء السلوك البحثي، بما في ذلك دراسة ريفاروكسابان المثيرة للجدل، وأشارت إلى وجود تضليل.

كما نشرت مجلة "ذا بريتش ميديكال جورنال" في ديسمبر أدلة من تقارير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أشارت إلى وجود عيوب خطيرة ومتعددة في البيانات الناتجة عن 8 مستشفيات من أصل 16 شاركت في تجربة لعقار ريفاروكسابان.

وكشفت المجلة الطبية البريطانية أيضًا أن مستشفيين من أصل 16 مستشفى أخفقت في الإبلاغ عن الآثار الجانبية الخطيرة للدواء، مشيرة إلى أن أربعة من المرضى الذين تناولوا عقار ريفاروكسابان في التجربة ماتوا، وهو ما لم يفسره الباحثون.

ومن جانبه، قال ألكسندر توربي، أستاذ الطب الفخري في جامعة ماكماستر، إن إدارة الغذاء والدواء ليست معيار الحكم بشأن البيانات الموثوقة أو غير الموثوقة، مشيرًا إلى أنه يتم تقديم الكثير من الدراسات الخاضعة للرقابة إلى المجلات وترفض باعتبارها غير موثوقة ثم تتم إعادة تقديمها في مكان آخر ويمكن في النهاية قبولها ونشرها.

ويشار إلى أنه تم تمويل تجربة العقار المثير للجدل جزئيًا من قبل شركة "Bayer" الألمانية وهي إحدى شركات الأدوية التي طورت العقار، وفي العام 2019، تبين أن الشركات جنت مبيعات تقدر بنحو 5.4 مليار جنيه إسترليني من عقار "ريفاروكسابان" في عام واحد فقط.