ذكر تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، أن تيلغرام شكلت ساحة معركة افتراضية لحرب حقيقية للغاية منذ الأيام الأولى للحرب الروسية الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة إلى المعلومات التي ساهمت في إنقاذ حياة أشخاص من الضربات الجوية وتحركات القوات وصور المفقودين على القنوات التي تم إنشاؤها على تيلغرام بعد اندلاع الحرب.

وأتاحت قنوات تيلغرام للجمهور الإطلاع على صور جثامين جنود بلا أطراف، وشهادات أسرى الحرب، وصور مروعة لتداعيات الغارات الجوية وحتى مقاطع فيديو توثق جرائم حرب على نطاق وحشي وغير مسبوق، وفقا للصحيفة.

ويضمن تطبيق تيلغرام الخصوصية من خلال إرسال جميع الرسائل بموجب التشفير التام بين الأطراف، كما يمكن المستخدمين من توجيه الرسائل أو الاتصال ببعضهم البعض باستخدام خاصية إخفاء رقم الهاتف؛ مما يجعله أداة اتصال قوية لأولئك الذين يخشون العقاب على ما يكتبونه.

وقالت الصحيفة البريطانية " على عكس ما اعتدنا في التاريخ من أن الأزمات والحروب تبدأ بطلقة أو طعنة؛ أصبحت تبدأ الآن برسالة صوتية على تيلغرام كما حدث في تمرد قوات فاغنر الذي بدأ برسالة من قائدها يفغيني بريغوجين".

وأشارت إلى أن " تيلغرام غالبا ما يكون حاضرا في قلب الخلافات بين الشخصيات العسكرية وأروقة الصالونات السياسية الروسية".

وبحسب الصحيفة، فإن الكرملين "فكر في حظر التطبيق في بداية الحرب، لكنه أدرك لاحقا أنه يمكن أن يكون أداة مثالية لنشر المعلومات المضللة على الصعيد المحلي ثم في بيلاروسيا وأوكرانيا".

وقالت الصحيفة، إن "الروس استخدموا بالفعل تيلغرام كوسيلة للدعاية والمعلومات المضللة من خلال إنشاء حسابات وهمية مؤيدة لأوكرانيا تنشر روايات مضللة لتحقيق دعاية معاكسة لصالح روسيا".

وعلى الجهة المقابلة، ذكرت الصحيفة، أن المعلومات التي يشاركها الأوكرانيون على تيلغرام ساهمت في إنقاذ العديد من الأرواح من خلال تقديم معلومات مفصلة في الوقت المناسب عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة من قبل الروس، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن المفقودين من العسكريين والمدنيين.

ونقلت صحيفة "صندي تايمز"، مدير قناة "مونيتور" على تيلغرام، إنه "لا يوجد شيء يمكن مقارنته بمثالية التطبيق في نقل المعلومات بشكل آمن وسريع إلى جمهور واسع".

واستذكر مدير قناة "مونيتور" كيف شكرتهم إحدى المستخدمات على إنقاذها من الوقوع في تفجير فندق "ألفافيتو" في العاصمة كييف في ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي.

وختمت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرها بالقول، إن "تيلغرام وضع بصمته في النقل والتأثير على الصراعات والأحداث التي شهدها العالم وخصوصاً الصراع الروسي الأوكراني".