العربية

في مشهد مشابه لما يجري في الأفلام أو وثائقيات الأدغال الشهيرة، تحلق عشرات السودانيين حول أحد التماسيح الذي خرج فجأة من النيل الأزرق نحو الشاطئ محاولين قتله.

وأظهر الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل، عدة أشخاص يهاجمون الحيوان المفترس، منهالين عليه تارة بالعصي وطوراً بالحجارة.

فيما حاول التمساح النيلي الفرار من ضرباتهم إلى داخل النهر، إلا أنهم لاحقوه ووجّهوا له ضربات متتالية، حتى أفلحوا في السيطرة عليه وربطه بحبل قوي قبل سحبه إلى الشاطئ، وسط أجواء تشجيع حماسية من الرجال والنساء الذين تجمّعوا بالمكان.

وحظي المقطع المثير للدهشة بمشاهدات ضخمة تجاوزت مليونا ومائتي ألف، مع تفاعل كبير تجاوز 110 آلاف.

بل حَقّقَ أعلى معدّل للتداول بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل لم يسبق لأي مُحتوى سوداني طيلة الأسابيع الماضية، حسب "راديو دبنقا".

أمر شائع

ويُعد صيد التماسيح أمراً شائعاً وسط السودانيين، خاصة بالمناطق المطلة على ضفاف نهر النيل والنيلين الأزرق والأبيض اللذين يُشكِّلان الرافدين الرئيسيين لتغذية نهر النيل بالمياه.

إذ تزداد سنوياً معاناة السودانيين القاطنين على ضفاف النيل وأفرعه، بالتزامن مع موسم الفيضان من أخطار ظهور التماسيح المهددة لحياة البشر والحيوانات.

كما يُعد النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا بالهضبة الإثيوبية الأغنى بالتماسيح، وجزيرة توتي عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق بالخرطوم أكثر الجزر السودانية لظهور التماسيح في موسم الفيضان.

وتتعرّض التماسيح للصيد على طول ضفاف النيلين، وتعتبر منطقة "شلال السبلوقة"، التي تبعد حوالي 40 كلم شمالي الخرطوم، ومنطقة "جبل أولياء" التي تبعد 40 كلم تقريبًا جنوبي الخرطوم، أشهر مناطق صيد تلك الحيوانات، حيث يكثر الصيادون المحترفون هناك.

الاستفادة من جلده

يشار إلى أن للتمساح النيلي قيمة اقتصادية تجارية تتمثل في الاستفادة من جلده في صناعة الأحذية والحقائب وبعض المصنوعات الجلدية القيمة، خصوصاً أن طوله قد يصل إلى ستة أمتار من الرأس إلى أسفل الذيل، ويزن نحو 1000 كلغم، في حين يصل متوسط عمره 45 عاماً، وبإمكانه العيش نحو 100 عام إذا وجد البيئة الملائمة.