فيما لا يزال الغضب يخيم على الشارع في سيدني إثر طعن مراهق الأسقف مار ماري عمانويل العراقي الأصل بكنيسة مساء الاثنين، تكشفت معلومات جديدة.

فقد أفاد مصدر لرويترز الأربعاء أن والد المراهق الذي ألقي القبض عليه، لم يلحظ أي علامات للتطرف على ابنه.

وأضاف أمين جمعية المسلمين اللبنانيين، جميل خير، الذي كان مع الأب عندما غادر منزله للاحتماء في مسجد محلي الاثنين: "قال إنه بخلاف أنه متمرد عليه... لم تظهر عليه أي علامات (للتطرف). لم تظهر عليه أي علامات على الإطلاق".



إلى ذلك ذكرت الشرطة أن عائلة منفذ الهجوم انتقلت مؤقتاً من منزلها في غرب سيدني خوفاً من الانتقام.

تفاصيل الهجوم

يشار إلى أن الهجوم كان وقع مساء الاثنين في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية بينما كان الأسقف المسن يلقي عظة نقلت وقائعها مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت.

وعلى مرأى من المصلين داخل الكنيسة ومتابعي العظة عبر فيسبوك، انقض المهاجم بسكينه على أسقف الكنيسة الآشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانويل، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين.

فقد سادت أجواء متوترة خارج الكنيسة التي تقع في ضاحية واكيلي غرب سيدني، حيث تسكن مجموعة صغيرة من المسيحيين الآشوريين الذين فرّ عدد كبير منهم من الحرب في العراق وسوريا.

إذ حاول مئات من الأهالي اختراق فرقة من شرطة مكافحة الشغب للوصول إلى المشتبه به وضربه.

مواجهات وأعمال شغب

وسرعان ما تحولت هذه المناوشات بين المحتجين الذين ناهز عددهم 500 شخص وعناصر شرطة مكافحة الشغب إلى مواجهات وأعمال شغب استمرت نحو 3 ساعات، وتلقى خلالها حوالي 30 شخصاً إسعافات أولية.

فيما ألقى المحتجون زجاجات وحجارة ومقذوفات أخرى أثناء محاولتهم اختراق الطوق الأمني لوضع أيديهم على المهاجم، قبل أن تنجح قوات الأمن في تفريقهم.

وألحقت أعمال الشغب أضراراً بعشرين سيارة للشرطة وعدد من المنازل القريبة، فضلاً عن إصابة اثنين على الأقل من عناصر الشرطة بجروح.

لكن لاحقاً عاد الهدوء إلى المكان، بينما عززت الشرطة انتشارها في المنطقة لحماية المباني الدينية.

"حادث إرهابي"

وأعلنت الشرطة الثلاثاء أن الحادث "إرهابي". كما أضافت أن 4 أشخاص أصيبوا بجروح "لا تهدد حياتهم"، بينهم المهاجم المراهق والأسقف.

أما عن طاعن الكاهن، فلم تفصح إلا عن معلومات طفيفة، لافتة إلى أن عمره 16 سنة وقد تم توقيفه.

كذلك أشارت إلى أن دوافع الهجوم دينية.

وخلال مؤتمر صحافي، قالت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز، كارين ويب، إنه "بعدما أخذت كل العناصر في الاعتبار، أعلنت أنه كان عملاً إرهابياً"، مردفة أن التحقيق خلص إلى أن الهجوم هو عمل "متطرف" مدفوعاً بدوافع دينية.

فيما أوضحت أن المشتبه به "معروف لدى الشرطة" لكنه لم يكن مدرجاً على أي قائمة من القوائم المخصصة لمراقبة الإرهابيين.