نور خالد

كيف يتصرف طلاب الجامعة حين يتعرضون لما يعتقدون بأنه "ظلم" أو "سوء معاملة" من أساتذتهم؟

هل يراجعون الأستاذ، أم يتقدمون بشكوى يتبينون بعدها حقيقة الموقف، أم تحبطهم نصائح من سبقوهم بعدم جدوى المبادرة؟ هل يتبعون مبدأ "المسامح كريم" فيذكرون أساتذتهم بالخير أم يشعل الموقف في القلب ناراً تبقى طويلاً؟

طالبة جامعية تقول إنها تعرضت لعدم تفهم من أستاذها بسبب تدني درجاتها في الامتحان نتيجة وفاة جدتها فلم يقبل بتأجيل الامتحان لها ما أدى لتدني مجموع درجاتها، لكنها تقول اليوم "الله يسامحه".

فيما تقول أخرى "دخلت في مشادة كلامية مع أستاذتي من أجل الامتحان وبعد ساعة احتجت للذهاب إلى مكتب القسم للاستفسار عن شيء ما وصادفتها في الممر و كانت ملامحها تتوعدني بالانتقام وكأنها استنتجت أنني شكوتها. وكانت النتيجة أنها "رسبتني!". أشعر بالندم فعلاً لانني لم أشتك عليها حينها".

وثالثة تقول إنها "ملتزمة بالحضور لكن الاستاذ يفضل طلبة معينين ويعامل البقية كالكراسي. وبعد أن مضى نصف الفصل الدراسي أصبت بصدمة حين تسلمت إنذاراً نتيجة الغياب، لأني بشهادة الجميع من أوائل الحضور دائماً وحين أخبرته بذلك قال إنه ربما خطأ غير مقصود. لكني تسلمت بعد أسبوعين الإنذار الثاني فذكرته بالمرة السابقة. أعتقد بأنه لم يقصد ذلك وكنت ألتمس له العذر دائماً".

طالب يقول "بسبب إجابة خاطئة أثناء الشرح رمقني الأستاذ بنظرات احتقار و أخذ يستهزئ بي طوال الفصل الدراسي فكان المقرر ثقيلاً جداً بهذه المعاملة، لكني "بلعت موس" ولم أشأ خلق مشاكل".

و يحكي طالب آخر "كان الفصل الدراسي الأخير لي لكن يبدو أن الاستاذة لم تشأ أن أتخرج فغيرت دون أي مقدمات طريقة البحث النهائي وكان يجب إرساله بمدة أقصاها أسبوع. وكان أصعب أسبوع في مسيرتي الدراسية. انتهيت منه وسلمته الحمد لله لكن كلما تذكرت ذاك الأسبوع "أتحسب عليها"".

ويقول ثالث "ظلمني أستاذي في الامتحان مع أن إجابتي كانت نفس إجابة زملائي التي اعتبرها صحيحة فغضبت كثيراً و قررت رفع شكوى لرئيس القسم فأخبرني زملائي أنهما صديقان ولن يتغير شيء فألغيت الفكرة".

وتتسائل إحدى الطالبات مستنكرة "لماذا علينا تحمل ضغط الدراسة وضغط "مزاج الدكتور" معاً؟". وتوضح "كإجراء طبيعي يفتح باب التظلم كل فصل كل فصل بعد تسليم درجات المقررات لذلك أخبرت استاذي أني أريد التظلم وليتني لم أفعل. منذ ذلك الوقت تغيرت معاملته جذرياً و"حطلي الضدية" وبدأت أتلقى منه معاملة سيئة جداً رداً على التظلم، فما الخطأ الذي اقترفته؟!".



وتشكو أخرى من "التفرقة بين الطلبة في المعاملة". وتوضح "نختار الأستاذة بعض الطالبات وتصبح علاقتها قوية معهن فتعاملهن معاملة خاصة أثناء المحاضرة. لم أتحمل هذا الضغط النفسي وانسحبت من المقرر ولم أستطع نسيان هذه المواقف وأتمنى لو أنها تقرأ كلماتي لتعلم أن ثقتي بنفسي تأثرت كثيراً و احتجت وقتاً طويلاً لأستعيدها ولن أسامحها".