حوراء يونس

تخزين الأدوية في المنزل ليس مهمة سهلة كما يظنها كثيرون، فقد تشوبها بعض المخاطر. ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح تداول المعلومات دون التأكد من صحتها، زادت العادات الخاطئة المتعلقة بتخزين الأدوية. فما هي أبرز العادات الخاطئة؟

الصيدلي علي الصباغ يقول "عند فتح المكان المخصص لحفظ الأدوية في المنزل سنجد غالباً أن الأدوية تصنف إلى فئتين، الأدوية الأقل خطورة وهي عبارة عن أدوية علاج الحالات البسيطة كنزلات البرد والزكام ومسكنات الألم التي يترتب عليها أعراض جانبية أقل خطورة في حال تناولها بطريقة غير صحيحة. والثانية فئة الأدوية الأكثر خطورة، وغالباً ما تكون لعلاج الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والقلب، وتسبب مضاعفات خطرة على الجسم في حالة تناولها بطريقة خاطئة"، موضحاً أن الخطأ الأكبر الذي يقع فيه كثيرون هو إتاحة الفرصة لتراكم الأدوية من كلا الفئتين في المنزل. وأسباب تراكم الأدوية الأكثر خطورة في المنزل (أدوية الأمراض المزمنة) يعود إلى أن معظم هذه الحالات تحتاج لتغيير الأدوية بشكل مستمر نظراً لعدم استقرارها إما لتفاقمها أو تحسنها كحالات الضغط والسكري. وفي حال تغيير الدواء يحتفظ أغلب المرضى بالدواء القديم تحسباً لاحتياجه مستقبلاً".



ويضيف الصباغ "تترتب أخطار كثيرة على تشابه الأدوية عند وضعها في درج مشترك مع الأدوية الأقل خطورة، فمثلاً تتشابه علب أدوية الضغط مع مسكنات الألم، والخطورة تكمن عندما يخطئ الشخص الذي يشعر بالألم باختيار الدواء، أو حين يخطئ كبار السن الذين يعانون مشاكل في التمييز، فالأعراض الجانبية خطيرة لهذه الأدوية إذا أخذت بالخطأ، إضافة إلى انتهاء صلاحيتها دون علم."

الثلاجة أم المخزن؟

ويشير الصباغ إلى أن الحفظ الخاطئ للأدوية أحد الأخطاء التي يقع بها كثيرون، إذ يخرن البعض جميع الأدوية في الثلاجة، أو يضعها جميعها في المخزن. ومن المهم جداً معرفة أن عدم حفظ الدواء في درجة حرارة صحيحة يؤثر على استقرار حالته الكيميائية، فعندما يكون الدواء غير مستقر كيميائياً يؤدي ذلك إما لزيادة تأثيره أو عدم فعاليته على الإطلاق، كالأنسولين الذي قد يؤدي حفظه بطريقة خاطئة إلى هبوط حاد في مستوى السكر بالجسم أو عدم التأثير عليه.

ويوضح الصباغ "الأدوية التي تحفظ داخل الثلاجة هي الأنسولين بجميع أنواعه، التحاميل، بعض أنواع قطرات العين. أما الأدوية التي تأتي على هيئة شراب فهي تتبلور عند حفظها في الثلاجة، وهناك أنواع محدودة من الأدوية التي تأتي على هيئة أقراص تحفظ في الثلاجة. ومعظم الأدوية كالأقراص والبخاخات والمراهم تحفظ في درجة حرارة الغرفة. وبعض الأدوية تختلف طريقة حفظها قبل وبعد الفتح، لذلك من الضروري سؤال الصيدلي عن طريقة الحفظ الصحيحة. بعض الأدوية التي تحفظ في درجة حرارة الغرفة لا تتأثر عند حفظها في الثلاجة لكنها تشكل خطورة في بعض الحالات حين يكون وصول الأطفال إليها سهلاً، من المهم جداً الإلمام بذلك والتقليل من كمية الأدوية داخل الثلاجة والتأكد من إجراءات السلامة. كما أن الرطوبة والضوء يؤثران على شريحة كبيرة من الأدوية لذلك نجد بعضها تحفظ في مغلفات من الألمنيوم، فيجب التأكد من ملائمة البيئة ودرجة الحرارة، فلا يصلح حفظ الأدوية داخل الحمامات كونها بيئة رطبة".

ويضيف الصباغ "ما لا يعلمه كثيرون هو أن بعض الأدوية تكون صلاحيتها محدودة بعد الفتح حيث أن تاريخ الصلاحية المطبوع على العلبة لا يكون سارياً بعد الفتح، وخصوصاً قطرات العيون كونها حساسة جداً وقد يصاحب استخدامها التهابات ومشاكل خطيرة".

المضادات الحيوية

وينبه الصباغ إلى وجوب عدم حفظ المضادات الحيوية في المنزل للاستخدامات المستقبلية إطلاقاً لأنها تستخدم بوصفة الطبيب فقط ولفترة معينة فيجب صرفها بفترة العلاج فقط. كما أن أدوية الأمراض المزمنة يجب أن تحفظ بغرض الاستخدام الدوري فقط وغالباً ما يكون لمدة شهر.