هدى حسين:

يعتبر موسم التخفيضات مناسبة كبرى ينتظرها المتسوقون بشغف ولهفة لا حدود لهما أحيانا، إذ لكلمة «تخفيض» وقع سحري على الأذن، وبمجرد أن تعلن المحلات التجارية عن عروضها، تجد أغلبية الناس تتهافت إلى الأسواق لشراء حاجياتهم بسعر أقل؛ لتنتقل الكرة بذلك من ملعب البائعين إلى ملعب المتسوقين، والمنافسة على من يتسوق أولاً. وهذه التخفيضات يمكن أن تكون مفيدة للمسوقين لإنعاش الحركة الشرائية وللمتسوقين إذا كانت حقيقية، وأحسنوا التعامل معها، ولكن في كثير من الحالات تتحول نعمة التخفيضات إلى خدعة تسويقية، حينما تكون دعاية مفخخة وإعلانات وهمية. ولضمان تسوق اقتصادي يشير الباحث الاقتصادي والمحاضر المصرفي عارف خليفة إلى ضرورة وعي المستهلك بحقيقة التخفيضات.

وقال خليفة إن
هناك انتعاشا بنسبة لا تقل عن 30% ، بخصوص المستهلك وخصوصا من يبحث عن السلع الأساسية وليس الكماليات، و خاصة من يبحث عن الأفضل ويتابع أسعار السلع ، ربما لسببين ، السبب الأول هو ادخاره المبلغ طول العام لموسم التخفيضات ولتصادف عادة مواسم التخفيضات أيضا في موسم يكون بعيد عن أوقات المصاريف السنوية الثابتة.

وعن مدى تأثر انتعاش الحركة الشرائية لدى المستهلك بموسم التخفيضات التي نعيشها أجرت "الوطن" حوارا مع عارف خليفة هذا نصه:



ما هو الهدف من التخفيضات، هل التخلص من المخزون أم الحاجة إلى السيولة أم هدف آخر ؟

أولا: السوق عموما يعتمد على القوة الشرائية للمواطنين وعلى نوعية التخفيضات، والأساس في التخفيضات هو لزيادة المبيعات أو بالأحرى رفع التدفقات المالية ويأتي بعد ذلك الكثير من الأمور ومنها التسويق لمنتجات أخرى في محلات التخفيض أو تسويق المحل نفسه .

ثانيا: أنا شخصيا وقفت على بعض الاستشارات ومنها بدل أن تدفع ميزانية محدد للإعلانات بإمكانك أن تستغل التخفيض (تخفيض الأسعار بقدر الميزانية التي تريد صرفها على التسويق ) للإعلان والتسويق للمحل وللمنتجات وتصيب عصفورين بحجر واحد، أيضا يؤتي بنسبة 40% للتخلص من المخزون القديم.



ما هي التخفيضات الوهمية وما أشكالها؟

التخفيضات الوهمية عادة تكون بالتخفيض على سلع شبه منتهية الصلاحية وعادة ما تكون في السلع الموسمية والاستهلاكية ودائما ما أحذر من عنوان اشتر إحدى القطع واستلم القطعة الثانية مجانا. فالبنسبة لأصحاب المحلات ممن يستخدمون طريقة حساب الاستهلاك الدفتري للسلعة يكون سعرها صفرا فبدل عناء ومصاريف إتلافها مثلا يبيعها بسعر مخفض أو يستخدمها عند شراء سلعة تكون هي الثانية مجانا وهو في الأساس رفع سعر السلعة الأولية ، التخفيض دائما ما يكون في هامش الربح والذي يتفاوت في الخليج وكل حسب نوعية التجارة بين 40% و150% ولا يكون في سعر الكلفة للسلعة...وكقاعدة في السوق لا تصدق من يقول لك أن هناك تخفيضات في موسم الأعياد.

ما هي النصائح التي توجهها للمستهلك قبل الشراء في موسم التخفيضات ؟



لا تتبضع لشراء الكماليات في وقت التخفيضات، فعادة ما تكون لتسويق منتج آخر..وتكون للتخلص من المخزون لعرض بضاعة جديدة...ابتعد عن كوبونات التخفيضات لأنها سوف تستدرجك لشراء مالا تحتاجه وعادة ما تكون كوبونات التخفيضات على الكماليات والامثلة كثيرة هنا وتحت القاعدة التي تقول لا تشتري ما لا تحتاجه لكي لا تضطر في يوم من الأيام لبيع ما تحتاجه...أيضا أنصح من لديهم الهوس الشرائي أو الإدمان على مراكز التسوق وكما أشرت في بعض الحلقات والمحاضرات أن يبتعدوا عن التسوق أيام التخفيضات.

كلمة أخيرة تريد ايصاله للمستهلكين؟

يجب أن تعرف كمستهلك ماذا تريد أن تشتري في موسم التخفيضات، وأن تتبضع بقائمة مكتوبة، ولا تغتر بالشعارات المكتوبه مثلا تخفيض 50 بالمائة أو 75 بالمائة، إذ يجب عليك وخصوصا في السلع الأساسية، أقصد في الأصول متابعة السعر لمدة لا تقل عن 6 أشهر وفي أكثر من محل أو متجر مع متابعتك لموسم التخفيضات بحيث تقتنص السعر..تذكر كقاعدة شرائية أنك تشتري ما تحتاجه أنت في قائمتك لا ما يوجد عليه تخفيض في قائمة المحلات التجارية..وحاول في وقت التخفيضات التجارية أن تؤجل ما تشتريه إلى آخر ايام التخفيضات لسببين أولهما تأخرك في شراء المنتج للوهلة الأولى وخصوصا الكماليات، ولاحقا ستكتشف أنك لا تحتاج هذا المنتج. وثانيا كقاعدة عامة في الأسواق أنك تشتري بأرخص الأسعار في نهاية السوق..والابتعاد عمن يعلن عن تخفيضات من أجل التصفية أو تصفية المحل، فبعضهم يجعل هذا الإعلان طول العام وممكن أن يبيع منتجات لمحل ونشاط آخر في المحل نفسه تحت عنوان التصفية، إذا نرى انتشار هذه الظاهرة للأسف.. ونتمنى من إدارة حماية المستهلك والوزارة المعنية فعلا مراقبة موسم والتصاريح الممنوحة للمحلات لغرض التخفيضات..ولا أنسى أن أنبه أن هناك سلوكا في الشراء يسمى بالمساحة الفارغة وهو يعني أنك تبتعد عن السلوك العام كاأك تقوم بالشراء بعكس الموسم مثلا تشتري ثياب الصيف للشتاء والعكس نظرا لوجود التخفيضات الهائلة في نهاية المواسم..ولكن يتطلب من المستهلك التخطيط بطريقه دقيقة وصحيحة، وبذلك تكون وفرت مبالغ هائلة واستفدت من التخفيضات والعروض.