الكويت - هدى هنداوي

في الكويت قد تختلف فرحة ومظاهر الاحتفال بعيد الفطر السعيد من منطقة إلى أخرى، وتحديداً بين مناطق إقامة المواطنين، ومناطق المقيمين، ويعود ذلك إلى اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد، خصوصاً أن الكويت تحتضن العديد من الجاليات العربية والأجنبية. ولكن تبقى عفوية العيد وفرحة الاحتفال به موجودة عند الجميع مهما اختلفت طرق الاحتفال.



وللعيد المبارك في الكويت سواء كان قديما أم حديثا مذاقه الخاص ورونقه المميز، فهو يلم شمل الأهل والأحباب ويبعث الفرحة والسعادة بين الجميع صغارا وكبارا، ويرسل الحب والوئام ويزيل الحزن والخصام، ويحرص أغلب المواطنين والمقيمين على الاحتفال به، كل بطريقته الخاصة، في حين يشعر فيه الوافدون رغم الاحتفالات، بالغربة لعدم تواجدهم بين الأهل والأقارب والأصدقاء.

ومع التطور فثمة فروق بين العهدين بالنسبة للاحتفال بالعيد، ففي الماضي كانت اهتمامات واستعدادات الناس مختلفة خاصة قبيل العيد حيث كانوا يحتفلون به أولا في البيوت مع الأهل والأقارب، والصغار يتجمعون في الفريج «الحي» يأخذون العيدية ويمرون على بيوت الأهل، وهم مبتهجون بملابسهم الجديدة.



ويستعد أصحاب الديوانيات، خاصة التجار بتجهيز الأكلات وهي ريوق العيد «أي إفطار العيد» يفرشون الديوانية ويصنعون الأكل المكون من العيش ومرق اللحم والخضار ويدعون أبناء ورجال الحي للأكل، وبعضهم كانوا يفرشون أمام المساجد ويضعون الأكل لمن يحضر ومن يريد الأكل فلا فرق عندهم بين المواطن وغيره، الجميع يأكل ريوق العيد.

وحاليا اختلفت مظاهر الاحتفالات ورغم عدم وجود اهتمام به من قبل البعض، إلا أنه لا يزال له رونقه والفرحة به هي نفسها مع تباين طفيف.



والكل حاليا يحرصون يوم العيد على الذهاب لأماكن مختلفة، فمنها الترفيهية والحدائق العامة والمنتزهات التي يكون للأطفال النصيب الأوفر من الاستمتاع بها، والبعض الآخر يحتفل به في المطاعم الفاخرة، لتناول وجبة الإفطار التي امتنع عنها لمدة 30 يوما.

جرت العادة في كثير من الدول العربية بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك، أو كل عام وانتم بخير أو من العائدين الفائزين.



وقد ارتبطت الأعياد في الإسلام بأداء الفرائض فالإسلام سما بمعنى العيد وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض ولذلك فإن العيد يعتبر من شعائر العبادة في الإسلام.

العيدية



تعتبر العيدية من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد خاصة بالنسبة للأطفال وهي تقليد قديم نتوارثه عبر الأجيال المختلفة من أجل إشاعة البهجة والسعادة في نفوسنا كبارا وصغارا لدى استقبالنا العيد حيث يقوم الأهالي بإعطاء أبنائهم العيدية والتي تكون غالبا مبلغا من المال إذ يبدأ الطفل يومه بالحصول على العيدية من والده وإن كان محظوظا فمن والدته أيضا عملا بمبدأ «زيادة الخير خيرين» والأمر لا يقتصر على الأم والأب إذ إن الطفل أو حتى المراهق لا يمكن أن يسامح ذويه إذا كان مبلغ العيدية غير كاف لتطلعاته إذ يظل يمني نفسه بالمزيد من النقود من باقي أفراد العائلة.

وللعيدية آثار وأبعاد اجتماعية كبيرة فهي تعلم الطفل عادة الحصول على العيدية واستقبال طقوس العيد بطريقة جميلة وذلك حتى يعلم هذا الطفل الذي سيكبر أبناءه على ضرورة إحياء وتوارث الطقوس الاجتماعية المختلفة.