صنعاء - سرمد عبدالسلام

تختلف عادات اليمنيين العيدية من محافظة لأخرى وإن كانت بنسب متفاوته. لكنها في مجملها عادات وتقاليد تستمد قدسيتها من روح المناسبات الدينية ومن تاريخ حضاري أصيل، أستطاع اليمنيون عبر أجيالهم المتعاقبة الحفاظ عليها من الإندثار .

الصلاة في الجبَّانة



يبدأ العيــد في اليمــن عقب صلاة الفجر مباشرة، حيث يخرج الناس في جماعات صغيرة من مختلف الأحياء يرددون الأدعية المأثورة والصلوات النبوية ، باتجاه "الجبانة" (ساحة واسعة ومفتوحة) في أطراف المدينة او القرية لأداء صلاة العيد.

وبعد الفراغ من الصلاة وسماع الخطبة يقبل الأولاد والشباب لمصافحة الأباء ومنهم أكبر سناً ، ليبدأ الجميع بعدها في زيارات الأرحام ومقابر الموتى.

"عسب العيد"

ويعد العسب إحدى العادات والتقاليد اليمنية المتوارثة ، المرتبطة بعيدي الفطر والأضحى. فهي رسالة حب ووفاء للارحام والأطفال.

وعلى الرغم من تبدل ظروف الحياة، وتجدد ثقافة العصر إلا أن هذه العادة ظلت من المواريث الراسخة التي لازال اليمنيون يجدون متعة كبيرة فى إحيائها دونما حرج من بذل أو تلقى العسب.

والعسب هو هبة نقدية يمنحها الكبير للصغير، والرجل للمرأة من أهله وأقاربه وأنسابه، لدى زيارتهم في منازلهم لتقديم التهاني والتبريكات بحلول العيد.

والعادة هنا تقديم العسب قبيل مغادرة المنزل بعد أداء مراسم السلام والتهاني والتبريكات التي يتخللها تقديم القهوة اليمنية الشهيرة، أو العصائر والكعك بمختلف أنواعه وتشكيلاته، إلى جانب أصناف متنوعة من الحلويات والمكسرات كالزبيب، الذي تشتهر اليمن بإنتاج أنواع مختلفة منه وكذا الفستق واللوز والفول السوداني.

وغالبا ما يتجمع الصغار فى جماعات تضم سرباً من الأخوة والأخوات من أسر تجمعها قرابة مشتركة، يبدأون الطواف من بيت لآخر، حيث يسلمون ويشربون ويأكلون مما يقدّم عادة، وعند نهاية السلام يمنحهم صاحب البيت أو صاحبته مبلغا من النقود أي عسب العيد.

برع ونصع

كما أن من أبرز طقوس العيد في المحافظات اليمنية الشمالية رقصة البرع وتحدي النصع، حيث يجتمع الشباب والرجال في أماكن مفتوحة ويرقصون على قرع الطبول وأصوات المزمار .

ويلوّح الراقصون بخناجر تربط في خواصرهم، ويسمونها “الجنابي”، ممسكين برشاشات نارية خفيفة أو ما يعرف بـ “الكلاشنكوف”. وعند انتهائهم من الرقص، يقوم سكان تلك الأنحاء بوضع أهداف يتداولون التصويب نحوها، في تقليد يطلقون عليه اسم “النصع″.

أماكن الترفيه

يفضل كثير من اليمنيين السفر مع أسرهم إلى مناطق سياحية وساحلية مثل عدن والحديدة لقضاء إجازات العيد، فيما يكتفي البعض بالذهاب إلى الحدائق العامة والملاهي المتواجدة كلاً في نطاق مدينته.

لكن اللافت هو أن العيد في اليمن يمثل موسماً لعودة كثير من سكان المدن الرئيسية إلى الريف والقرى الأصلية لهم، على نحو شبيه بالهجرة العكسية.

إذ يحرص كثير من قاطني المدن الرئيسية الكبرى، وخاصة العاصمة صنعاء على الإحتفال بهكذا مناسبات في الأرياف بإعتبارها فرصة للإلتقاء بالأهل وأفراد العشيرة الذين قد لايجتمعون سوى في الأعياد .

وينظر هؤلاء إلى العيد بإعتباره مناسبة جيدة لإستعادة شيئاً من دفء العلاقات الأسرية والإجتماية التي خف وهجها في زحمة الإنشغالات اليومية.

مأكولات العيد

لا تزال أطباق العيد في المنازل اليمنية تحتفظ بأصناف الزبيب واللوز البلدي، رغم إغراق الأسواق بأنواع مختلفة من الحلويات والشوكولاته المستوردة..

وهي الميزة التي تكاد تجعل من العيد في اليمن متفرداً بطقوسه من خلال العودة إلى القديم، وعدم استساغة إدخال مفردات جديدة في طقوس الاحتفالات العيدية.

ومن المأكولات التي يتناولها اليمنيون في صباح العيد إلى جانب أنواع الحلويات والكعك والكيك والمكسرات التي تسمى "جعالة العيد" يتناولون التمور ووجبات مثل فتة اللبن مع السمن والعسل،

أما في الظهيرة فيتناول اليمنيون الزربيان و الكبسة وهي أطباق يعد الأرز واللحم من أبرز مكوناتها ، يضاف اليها الزبيب والبطاطا وأنواع مختلفة من البهارات، بالإضافة الى وجبات كالعصيد والسلتة وبنت الصحن والكنافة وغيرها من المأكولات المتنوعة بتنوع المكان أو المدينة.