ينشغل كثير من الناس هذه الأيام بالتساؤل عما إذا كان يتوجب عليهم أخذ اللقاح مرة واحدة في العمر لتحصين أنفسهم من كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، أم يتعين عليهم تلقي اللقاح مرة كل عام على الأقل.

وقال استشاري مكافحة الأمراض المعدية بيتر إنجليش لشبكة "سكاي نيوز" إن الإجابة عن هذا السؤال تعتمد بشكل كبير على نوع وتأثير اللقاح".

وأثبتت اللقاحات المعتمدة، مثل لقاحات أكسفورد-أسترازينيكا، وفايزر-بيونتك، أنها تمنع الإصابة بأمراض خطيرة، ولكن لم يمر الوقت الكافي لتقييم ما إذا كانت تمنع انتقال العدوى.

وأضاف إنجليش "لدينا بعض المؤشرات على أنها (اللقاحات الحالية) ستمنع انتقال العدوى، لكن ربما ليس بالقدر الذي تمنعه ​​من الإصابة بأمراض خطيرة. وليس لدينا أيضًا بيانات حول مدى إمكانية منع انتشار كوفيد-19".

وقال الرئيس السابق للجنة طب الصحة العامة: "قد نرى أنها فعالة بنسبة 30-70 بالمئة في منع العدوى وانتقالها، لكنني آمل أن أكون مخطئًا وأن تكون النسبة أعلى".

مناعة القطيع

في بداية الجائحة، أكد خبراء على ضرورة الوصول إلى "مناعة القطيع" لحماية غالبية السكان وضمان عدم إصابتهم بكوفيد-19. ونظرًا لطبيعة مرض كوفيد-19، فقد استبعد كثير من العلماء ناجعة هذا الحل.

لكن عبارة "مناعة القطيع" لا تزال تستخدم داخل الدوائر الطبية لوصف الوقت الذي يتمتع فيه عدد كافٍ من الأشخاص بالمناعة لضمان عدم انتشار المرض، وفي هذه الحالة، من خلال التطعيم باللقاحات.

وقال إنجليش في هذا الصدد: "إذا لم نحصل على مناعة القطيع، فسيستمر الفيروس في الانتشار بين الناس".

وأوضح الاستشاري المختص في مكافحة الأمراض المعدية، أنه لضمان مناعة القطيع، ينبغي للشخص المصاب ألا يصيب أكثر من شخص آخر سليم.

ويضرب أنجيش مثالا في المجال بالحصبة، ويقول إنه "يتعين عليك تحصين 17 من أصل 18 شخصًا للحصول من أجل تحقيق مناعة القطيع، بحيث لا ينشر الناس المرض".

وأضاف أن "الأمر نفسه ينطبق على كوفيد-19، لذا يجب أن يتم تطعيم شخصين من كل 3 أشخاص لتحقيق مناعة القطيع".

ومضى يقول: "مع المتغيرات الجديدة في فيروس كورونا، يتعين عليك مضاعفة التطعيم ليكون الرقم 3 من 4، أو 4 من كل 5 أشخاص" لتحقيق مناعة القطيع.

هل علينا التطعيم سنويًا؟

وقال إنجليش: "نحن لا نعرف إلى متى ستستمر فاعلية اللقاحات، لذا قد نضطر إلى إعادة التطعيم. غالبًا ما تكون اللقاحات أكثر فاعلية من المناعة الطبيعية، ولكن قد نحتاج إلى تطعيم الجميع كل عام، أو عامين أو ثلاثة، لبعض الوقت وربما إلى الأبد".

وأضاف "كلما زاد عدد المتغيرات التي رأيناها، قد تكون هناك حاجة إلى تعديل اللقاح، لذا قد تكون هناك حاجة إلى تعزيز اللقاحات. ونفعل ذلك سنويا في لقاح الإنفلونزا، حيث يتحور الفيروس كل عام".

وأكد أن العلماء يعملون بالفعل على محاولة تضمين لقاح كوفيد-19 مع لقاح الإنفلونزا حتى يمكن إعطاؤهما معًا، وهي طريقة تستخدم حاليًا لإعطاء الأطفال 5 لقاحات في وقت واحد، على حد قوله.

وأشار إلى أنه لا يزال من المبكر معرفة ما إذا كانت هناك ضرورة للقاح معزز، نظرًا لأن اللقاحات الحالية لا تزال جديدة، وتحتاج إلى وقت لمعرفة مدى فاعليتها.

وقال: "من الصعب حقًا تحديد اللقاح الأكثر فاعلية، لأن جميع الدراسات التي أجريت بشأنها كانت مختلف". لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لن يكون من الصعب تعديل أي من اللقاحات المعتمدة إذا لزم الأمر وفق المتغيرات التي تحدث على الفيروس.