أفادت رئاسة الجمهورية العربية السورية، اليوم الجمعة، بأن السيدة الأولى أسماء الأسد، التقت المسنة نجلاء برغل، التي جسدت قصة نجاح مشهودة بعد حصولها على شهادة البكالوريوس وتخرجها من الجامعة في سن 79 عاماً.

ووثق موقع رئاسة الجمهورية العربية السورية، اليوم الجمعة، صورا من لقاء أسماء الأسد بالسيدة نجلاء التي تخرجت في آب/ أغسطس الماضي، وتطمح لمتابعة تعليمها والحصول على درجة الماجستير.

ونشر حساب الرئاسة السورية على ”فيسبوك“ منشوراً حول زيارة أسماء الأسد، جاء فيه: ”تُفتح نوافذ الربيع على قلوب لم يطلها رماد العمر.. ومهما كان قطار الحياة سريعاً يقف ساكناً أمام رغبة الحياة“.



وأضاف المنشور: ”حلم نجلاء بدأ منذ زمن بعيد.. فبعد أن أنجبت وربّت 10 أطفال بقيت متشبثة بأحلامها.. اجتازت اختبارات #محو_الأمية في عمر الخمسين ثم عادت ونالت شهادتي التعليم الأساسي والثانوي.. ومع اقترابها من الثمانين نالت هذا العام شهادتها الجامعية من قسم المكتبات والمعلومات في #جامعة_تشرين.. إلا أن حلمها لم يتوقف عند ذلك النجاح وتطمح لمتابعة تعليمها ودراسة الماجستير“.

وتابع المنشور: ”السيدة #أسماء_الأسد تلتقي السيدة #نجلاء_برغل التي استطاعت التخرج من الجامعة في آب الماضي وهي بعمر 79 عاماً وتستمع منها لحكاية طموح استثنائية لا يُسجل العمر في فصولها سوى علامات النجاح، وتتحدث معها عن روح التحدي والعزيمة بداخلها التي لم يعرف الإحباط واليأس لها طريقاً“.

وتصدر اسم وصورة السيدة السورية السبعينية، نجلاء برغل، المنصات الإلكترونية منذ قرابة شهر، عقب ظهورها وهي جالسة في مشهد نادر على مقاعد الدراسة في جامعة تشرين في محافظة اللاذقية، متحدية ظروف الحرب القاسية لتحقق حلما بقي يراودها أكثر من 5 عقود، وتحصل على شهادة جامعية اعتبرتها جزءا من سلسلة طموحات وأحلام مازالت تسعى لتحقيقها.

ودفعت قصة نجلاء ونيلها شهادة جامعية من قسم المكتبات والمعلومات بهذا العمر، عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد للاستماع إلى قصتها الفريدة من نوعها، وما تملكه هذه السيدة المسنة من طموحات تسعى لتحقيقها رغم ظروف الحرب والفقد التي مرت بها خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

ونجلاء برغل (أم هشام) جدة سورية من مواليد 1942، كرست حياتها لزوجها وأبنائها العشرة، إلا أن شغفها وحلمها بالتعلم بقي هاجسا يراودها طيلة سنوات حياتها، قبل أن تقرر أن تحقق هذا الحلم على أرض الواقع عقب تجاوزها الخمسين عاما، دون أن يقف تقدمها بالعمر عائقا أمامها وأمام حلمها.

وتتضمن فصول حياة نجلاء قصصا حزينة كالنزوح والفقد، روتها في حوارات سابقة لها مع وسائل إعلام محلية، فقد كانت تعيش برفقة أسرتها في حي ”القابون“ في العاصمة دمشق قبل أن تضطرها الحرب إلى النزوح منه عقب فقدانها اثنين من أبنائها، واللجوء لعدة أيام إلى إحدى الحدائق العامة في العاصمة، أسوة بالعديد من العوائل الدمشقية في ذروة النزاع الدامي، قبل أن تتوجه إلى محافظة اللاذقية وتقطن فيها.

واجتازت نجلاء اختبارات محو الأمية في الـ 54 من عمرها، ثم تابعت تحصيلها العلمي ونالت شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، ولم تفقد الأمل أو تيأس رغم إعادتها امتحانات التعليم الأساسي ثلاث سنوات حتى تمكنت من النجاح.

وعقب نزوحها إلى اللاذقية، تابعت تعليمها في جامعة تشرين، إلى جانب عملها في أعمال يدوية عدة، لتتمكن من تأمين مصروفها الدراسي، دون أن يتخلل إليها اليأس والخيبة لصعوبة ظروفها التي ترى أنها ”كانت سببا لمواصلة تعليمها واتخاذ الدراسة وسيلة لإفراغ الحزن والقهر مما مرت فيه“.

وترى نجلاء أن العلم ليس له حد، وأنها لا تسعى من خلال الشهادة الجامعية التي حصلت عليها للحصول على وظيفة، إنما محبة بالعلم.

وتعد نجلاء شعلة من الطاقة والطموح لامرأة شارفت على الثمانين في بلد عانت فيه سيدات كثر من ظروف قاسية نتيجة حرب بدأت قبل عقد، وأسفرت عن قتل نحو نصف مليون شخص، وألحقت دمارا هائلا بالبنى التحتية، وأدت إلى نزوح وتشريد نحو نصف السوريين داخل البلاد وخارجها.

صور