أوشكت العاصمة الأوكرانية كييف على السقوط في أيدي الجيش الروسي بعد أن انهارت جميع المدن الأوكرانية واختفت معالمها تماماً وأصبحت مبانيها تتساوى مع الأرض جراء الصواريخ التي أمطرتها القوات الروسية على تلك المدن. كما استخدمت القوات الروسية صواريخ لأول مرة تستخدم في الحروب وجاءت محصلة الجنود الذين قتلوا من الأوكرانيين في هذه الحرب قرابة 26 ألف جندي أوكراني. ولكن ومن وجهة نظري أن الرئيس الأوكراني وهو يعلم أن كفة الروس ستكون هي الراجحة في هذه الحرب ولكن الرئيس الأوكراني زيلنسكي دخل الحرب وهو واثق أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقف إلى جانبه بكل الوسائل لأن هناك اتفاقية موقعة بين أمريكا وأوكرانيا سنة 2004 تقضي بأن أمريكا تدافع عن أوكرانيا في حالة تعرضها إلى حرب أو هجوم ولم يكن يعلم أن الولايات المتحدة لن تدخل حرباً تكون روسيا طرفاً فيها لأنها تعلم مدى القوة العسكرية لدى الروس.

وفي حديث لمستشار الرئيس الأوكراني قبل أسبوع يقول إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية خذلتنا، بقي شيء واحد هل الروس سيتكفلون بتعمير أوكرانيا بعد الحرب أم ستترك خراباً كما فعلت في سوريا؟ وهناك أمر مهم جداً وهو هل سيكتفي بوتن بتدمير أوكرانيا؟ أم هناك دول أخرى قد تكون مستودعات أمريكية تخشى منها روسيا ولابد من إزالتها؟

كثير من المحللين السياسيين والمراقبين يلوحون بأن أمريكا تنتظر انهيار الجيش الروسي وأنه سوف يضعف جراء الحرب وأمريكا تنظر أيضاً إلى تحركات الصين الحليف الأقوى للروس وهي عامل مهم للأمريكيين الذين يرون أن الصين أقوى دولة اقتصادياً. الآن عقارب الساعة تتسارع والروس يلوحون بالنصر وأعتقد أن هناك دولة بعد أوكرانيا، فهل سيعود الاتحاد السوفيتي على يد بوتين ويسطر اسمه التاريخ؟ أم تنهار روسيا وتقفز أمريكا على أكتافها؟

* كاتب ومحلل سياسي