بصفقة خيالية بلغت 44 مليار دولار أصبح إيلون ماسك حديث العالم كله بعدما قرر شراء موقع التواصل الاجتماعي المشهور «تويتر»، وشهدت هذه الصفقة مداولات كثيرة وتصريحات متنوعة ومثيرة للجدل منذ اليوم الذي أعلن فيه الملياردير الأمريكي عن نيته في شراء هذا الموقع الذي شهد الكثير من إثارة الجدل خلال السنوات المنصرمة، بل ولعب موقع تويتر دوراً محورياً في العقد الأخير حيث إنه كان من المنصات التي شهدت تحشيداً وتوجيهاً كبيراً خلال فترة ما يسمى بالربيع العربي والانتخابات الأمريكية ومعظم الأزمات التي مررنا بها. إن السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي والعبث بخوارزميات المنصات والترويج لأفكار وسياسات معينة تصل ليد كل فرد يملك هاتفاً أو جهازاً ذكياً، وبالتالي فإن الترويج للأيدلوجيات سيكون بمثابة صراع على السيطرة وسباق نحو الاستحواذ على المعلومات والبيانات للتحكم باتجاهات وتوجهات جمهور المتلقي، وبالتالي فإن حرية التعبير ستكون موجهة بشكل غير مباشر بحسب انتماء صاحب المنصة الذي سيجعل من خوارزمياته أداة تجعلك تقرأ ما يريد هو فقط، وستحجب عنك ما يخالف قناعاته وتوجهاته وبذلك سيكون عقلك اللاواعي مبرمجاً لتلقي اتجاه واحد من الأفكار بشكل غير مباشر.

إن عملية السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي التي تعتبر سلاحاً فتاكاً هي عملية سيطرة على العقول، وبإمكان صاحب هذه المنصة العمل على عملية غسيل للمخ بشكل غير مباشر، والترويج لأفكار جديدة وربما متطرفة، كذلك ستعمل هذه المنصات على ترجيح الكفات في العمليات السياسية في الدول الديمقراطية، وبذلك هل ستكون وسائل التواصل الاجتماعي عقبة في طريق الديمقراطية الحقيقية في حال باتت كل منصة في يد صاحب توجه أو أيدولوجية معينة؟

وعلى هامش صفقة ماسك تداول كثيرون تحدي ماسك للأمم المتحدة عندما قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، في مقابلة على قناة «CNN» إن «2% من ثروة إيلون ماسك» ستكون كافية لحل مشكلة الجوع في العالم، ومع دفعه مبلغ 44 ملياراً لموقع مثل تويتر بات تساؤل المغردين الأكبر هو هل يستحق تويتر كل هذه المبالغ، أم أن فقراء العالم المعرضين للمجاعة هم الأكثر استحقاقاً لهذا الكم من المال؟