كثيراً ما يتوارد إلى ذهني مصطلح «مولود وفي فمه ملعقة ذهب»، والذي يطلق على من يرثون أموالاً وخيراً كثيراً، فمنهم من يعمل على تنمية هذا المال وزيادته، ومنهم من يخسره ولا يفلح عمله، وهكذا حالنا نحن المسلمون.

فالإنسان المسلم هو «صاحب الملعقة الذهب» الذي ولد وهو مسلم، وورث من الخير الوفير ما يمكن معه بدء مشروع حياته في الدنيا، وأن يبدأ من أرضية راسخة لتحويل المشروع إلى استثمارات ناجحة يجني ثمارها في الدار الآخرة، ولذلك كان الإسلام هو رأسمال مشروعنا وملعقتنا الذهبية التي ولدنا بها في أفواهنا دون أن نراها، وهي ملعقة أغلى من كنوز الدنيا ولا تقدر بثمن.

ومن المولودين المسلمين من يخسر كل يوم أرصدة كثيرة من الخير كان يمكن أن يضيفها لحسابه البنكي عند صاحب خزائن السماوات والأرض.. وما أكرمه من مالك، فهو يمنحك على الاستثمار 1000% أرباحاً وربما أكثر، وبمجرد عمل بسيط غير مكلف أو متعب، فيستطيع المسلم أن يربح دون عناء، لكن يبقى هناك الأخسرون أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، والذين يسحبون من الرصيد كل يوم جزءاً دون أن يضيفوا أو يدخروا اليسير، بل إن بعضهم ينسلخ عن ثروته تماماً، ولو قلت لأحدهم إن فلانا أحرق أموالاً ورثها لقال لك إنه لمجنون. ولقد كان شهر رمضان هو العرض الاستثماري الأقوى على مدار العام، والإنسان المسلم الذكي هو من عرف كيف يستثمر هذا العرض، ويشكر الله تعالى على نعمة الإسلام.

لقد مر على كل منا يوم دخل فيه إلى غرفة امتحان مدرسي أو جامعي، وأعتقد أننا جميعنا شعرنا للحظات أن هذا الاختبار طويل ولن ينتهي، لكنه انتهى مثل اختبارات أخرى، وخرجنا من الغرفة، لفضاء أوسع عرفنا بعده هل نحن من الناجحين أم الراسبين.

وفي الاختبار الأعظم، يمنحنا الله بعض الإجابات حتى ننجح، ويدرأ عنا زملاء السوء الذين يحاولون تضليلنا عن الإجابة الصحيحة، ويمر علينا وقت الامتحان ما بين «صح وخطأ» واختيارات متعددة، ويبقى علينا الاجتهاد في اختيار الإجابات الصحيحة.

ثم نخرج بعد ذلك ناجحين فرحين بما حققناه، ونتذكر ما مر علينا من لحظات كدنا أن نكتب فيها إجابات خاطئة، لولا نعمة الله علينا بالإسلام، والقرآن والسنة، فهما أسلحة تلميذ الدنيا لينجح في الآخرة. وكل عام وأنتم والبحرين بألف خير.

* قبطان - رئيس تحرير «ديلي تربيون» الإنجليزية