على مدى تاريخ البحرين الطويل؛ شكلت القوة الناعمة البحرينية، دائماً، رأس الحربة في التعريف بعراقة هذه الأرض وخصال شعبها، وكانت على الدوام الوسيلة الأنجع والأسرع في رد الشبهات ودحض الأكاذيب، التي ما فتئ المرجفون والحاقدون يحاولون الترويج لها زوراً وبهتاناً.

ولا يمكن أن ينكر إلا جاهل أو حاقد ما وصلت إليه مملكة البحرين من احترام وتقدير وإعجاب على مستوى العالم، دول وحكومات وشعوب، بفضل خصال شعبها وما ينشره من قيم سامية

أينما حل وارتحل، فتشكلت الصورة الحقيقية للدولة والشعب، وتميز البحريني على الدوام بخصال حميدة من الصدق والأمانة والإخلاص، وميله الدائم للسلام والتعايش وقبول الآخر، وهي صفات قلما وجدت مجتمعة في شعب من الشعوب.

ومع تصاعد الحملات المغرضة لمحاولة تشويه هذه الحقائق ونشر الأكاذيب والادعاءات الباطلة، كان لابد من تحرك على مختلف المستويات، الرسمية والأهلية. تحرك لا يستهدف تجميل الصورة أو الادعاء بغير الحقيقة، فكانت المبادرات الوطنية البحرينية أبلغ دليل وأنصع حجة على كذب كل تلك الادعاءات والافتراءات. ولإيمان البحرين بأهمية القوة الناعمة في الوقوف كحائط صد فعال، أطلقت العديد من المبادرات، فكان مركز الملك حمد للتعايش وإعلان مملكة البحرين وكرسى الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة لاسبينزا الإيطالية.. وغيرها من المبادرات الهادفة إلى نشر الوسطية والاعتدال والسلام. وقد سبق كل تلك المبادرات، عام 2005، إطلاق جائزة اليونسكو – الملك حمد لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، والهادفة إلى دعم وتشجيع المشاريع والأنشطة التي يضطلع بها أفراد أو مؤسسات أو منظمات غير حكومية، والمتعلقة بنماذج متميزة وأشكال للإبداع في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

ومنذ تأسيسها شهدت الجائزة إقبالاً واسعاً، نظراً لحداثة مواضيعها وتنوعها، وتحدد عناوينها وفقاً للتطورات التي يشهدها العالم على الأصعدة التعليمية والتدريبية أو الظروف المتعلقة بالتعليم من حيث المنظومات الحديثة أو الظروف التي يتعرض لها الطلبة نتيجة لمختلف الأحداث.

واليوم، فقد أصبحت جائزة اليونسكو – الملك حمد واحدة من أهم المبادرات الدولية في تعزيز الإبداع في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وعملت على دعم مبادرات تعليمية متميزة وفريدة ساهمت في توفير فرص التعليم لحديث لملايين الأشخاص حول العالم، خصوصاً خلال جائحة كورونا.

إضاءة..

«القوة الناعمة أكثر من مجرد تأثير، لأن التأثير يمكن أن يعتمد على القوة الصلبة للتهديدات أو المدفوعات، ولكن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على تحريك الناس بالحجة، فهي أيضاً القدرة على الجاذبية التي تقود غالباً إلى الرضا». «جوزيف ناي، مبتكر مصطلح القوة الناعمة والقوة الذكية».