ما قاله المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه بالقيمين على شؤون الحج في إيران قبل أيام عن دور المملكة العربية السعودية في توفير الأمن للحجاج ومنهم الحجاج الإيرانيون تعرفه الشقيقة الكبرى جيداً وهي ليست في حاجة إلى تذكيرها به عدا أن العالم كله يقر بتمكن حكومتها من تحقق أداء المناسك لجميع الحجاج بكل يسر وسهولة طوال السنوات الكثيرة الماضية، لهذا فإنها لا تلتفت إلى ما قاله خامنئي وما قد يقوله بعد قليل آخرون من النظام الإيراني الذي كشف عن وجهه الحقيقي ونواياه عندما قال مرشده في اللقاء نفسه «إن البيت الحرام ملك للعالم أجمع» وهو ما يعني أنه سيستمر في المطالبة بالمشاركة في تنظيم الحج والتي بدأها قبل عدة سنوات ولم ينجح.

ليس صحيحاً ادعاء خامنئي أن السعودية تستغل الاختلاف بين الشيعة والسنة لمصلحتها وأنها تغفل نقاط الاشتراك الكثيرة بين المذهبين الكريمين، وليس صحيحاً أيضاً أنها تتصرف خلال موسم الحج لمصلحتها وليس لمصلحة العالم الإسلامي، وليس صحيحاً أنها توفر الأمن للبعض ولا توفره للبعض الآخر من الذين من الله سبحانه وتعالى عليهم بحج البيت، وبالتأكيد أيضاً فإن السعودية لا تخلط بين السياسة وواجبها الديني فتهمل الحجاج الإيرانيين أو لا تهتم بأمنهم، وبالتأكيد كذلك فإن النظام الإيراني يعلم جيداً أن كل الحوادث التي حصلت خلال الأربعين سنة ونيف الماضية في موسم الحج كان سببها تعنت الحجاج الإيرانيين الذين وفدوا لينفذوا ما تم تكليفهم به واعتقد النظام الإيراني أنه يمكن أن يوصله إلى نقطة فرض مشاركته في تنظيم موسم الحج.

تقديري أن المسلمين في كل مكان كانوا يتوقعون من خامنئي أن يكون «محضر خير» وليس سبباً في شحن العالم الإسلامي على السعودية وأن يستغل مناسبة حج هذا العام الذي سيستوعب مليون حاج ليزيد من التقارب بين البلدين فيدفع في ملف التفاهم الإيراني السعودي الذي لا تزال اجتماعاته مستمرة وقيل إنه قابل لأن يكلل بالنجاح.