سعي البعض للترويج لفكرة الاعتداء على مظاهر عاشوراء قبل حلول شهر محرم سعي لا ينتج التعاطف المطلوب مع الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ولا يجعل العالم يتخذ موقفاً سالباً من الحكومة وبالتالي لا يحقق الغرض السياسي المطلوب منه، أما السبب فهو أنه لا يوجد اعتداء على تلك المظاهر وأن الأمر لا يعدو تطبيق القانون المنظم لعملية إشغال الطرقات وهو أمر يدركه أصحاب المآتم والمعنيون بتنظيم المواكب الحسينية جيداً.

ما حدث في اليومين الماضيين وما قد يستمر حدوثه حتى نهاية فترة إحياء شعائر عاشوراء هو قيام الجهات المسؤولة بإزالة الأعلام واليافطات والشعارات غير المسموح برفعها في أماكن محددة، بدليل أن المرفوع منها في الأماكن التي يسمح بها القانون لا يتم إزالتها ولا الاعتراض عليها.

من الأمور التي صار العالم كله يعرفها جيداً أن حكومة البحرين توفر الكثير من الخدمات التي من شأنها تسهيل إقامة العزاء في عاشوراء في كل عام وليس تعطيله أو مشاغبته، وأنها تسخر لذلك العديد من الأجهزة والإدارات والوزارات ذات العلاقة إلى جانب المحافظات للظفر بموسم عاشورائي ناجح، لذا فإنه من غير المعقول أن تضيع وقتها وجهدها في إزالة تلك المظاهر من الأماكن التي يسمح بها القانون.

التجاوز والاحتيال على القانون هو الذي لا تقبل به الحكومة وهذا حقها، ومثلما أن للراغبين في إحياء شعائر عاشوراء الحق في إقامة تلك الشعائر فإن للآخرين أيضاً الحق في حصولهم على الأجواء التي لا تكدر صفوهم ولا تعطل حياتهم.

هذا هو الميزان الذي تعمل الحكومة على تحقيقه، فالبحرين تحترم كل المذاهب وكل الديانات وتعمل على توفير كل ما يسهم في إنجاح المناسبات الدينية كافة، وبالطبع فإنها تتوقع من المشاركين في إحياء تلك المناسبات التعاون كي يظفروا بما يريدون ويكونوا راضين.

توظيف عاشوراء لتحقيق غايات سياسية هو الذي يؤدي إلى حصول مثل هذا الذي صار ويتكرر في كل عام.