بعد عامين من الانقطاع عن الدراسة الحضورية؛ تستعد آلاف الأسر البحرينية والمقيمة لاستقبال عام دراسي جديد، مع إعلان وزارة التربية والتعليم بداية الشهر الجاري بأن نظام الدراسة للعام المقبل سيكون حضورياً بشكل إلزامي لجميع الطلبة في رياض الأطفال والمدارس والجامعات الحكومية والخاصة.

إعلان الوزارة بإلزامية الدراسة الحضورية، وبما فيها من إيجابيات اجتماعية وتربوية وتعليمية، أعاد الأسر إلى دوامة السعي للبحث عن أفضل الخيارات في السوق لتلبية احتياجات أبنائها وطلبات مدرسيهم، في ظل ارتفاع الأسعار الذي يشهده السوق حالياً، والذي قدره أحد الخبراء بما يتراوح بين 15-25%.

ورغم العروض الترويجية التي أعلنت عنها معظم المحلات؛ إلا أن كثيراً من الأسر لاتزال تشتكي من الارتفاع الكبير في مستلزمات المدارس، أضف إلى ذلك قيمة الأقساط المرتفعة في معظم المدارس الخاصة، والتي تشكل عبئاً سنوياً قد يدفع البعض إلى اللجوء إلى خيارات الاقتراض أو الاشتراك بجمعيات أو ضغط نفقات أخرى.

الإقبال الكثيف على شراء مستلزمات وأدوات الدراسة قد تدفع بعض التجار إلى الاستغلال عبر رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، وهو ما يستوجب على الأهالي أن يكونوا على درجة عالية من الوعي والإدراك للمواد والكميات التي يحتاجها الطالب بالفعل، وعدم الانجرار إلى ما يسميه الخبراء

بـ«التسوق العاطفي»، ما يساهم في تكدس المواد والأدوات وعدم استعمالها.

ولاشك أن هذه الظروف تستوجب من المدرسين والمدارس النظر بعين الرأفة وعدم إرهاق كاهل الأسرة بالكثير من الطلبات غير الطبيعية، حيث شكت لي إحدى الزميلات مما اعتبرته طلبات تعجيزية تتمثل في ضرورة شراء ماركات معينة من محلات محددة وبكميات مبالغ بها، وهذا بطبيعة الحال بجانب الأقساط المدرسية وما يتبعها من مصاريف. وهو ما يتنافى مع توجيهات وزارة التربية والتعليم بضرورة التخفيف من أعباء على أولياء الأمور عند طلب المستلزمات الدراسية.

وبعيداً عن التكاليف المالية لعودة النظام التعليمي الحضوري؛ فلاشك أن الطلبة يحتاجون إلى تهيئة نفسية وتربوية، تتمثل في ما يواجهه الطلبة من مشاعر مختلطة وربما تخوف نتيجة ما عاشوه من تجربة جائحة كورونا، وما تركته من آثار نفسية عليهم. وهي مسؤولية تشترك فيها جميع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية، إلى جانب أولياء الأمور والمدارس.

إضاءة..

فجعت الأسرة الصحافية والإعلامية في البحرين والخليج، يوم السبت الماضي، بفقدان علمين خليجيين؛ الصحافي الرياضي البحريني ماجد سلطان والإعلامي السعودي غالب كامل، واللذين رحلا عن عالمنا بعد أن أديا رسالتهما الوطنية على أكمل وجه.

نسأل الله عز وجل الرحمة والمغفرة للفقيدين الكبيرين، ونتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسرتي الفقيدين وللأسرة الإعلامية الخليجية.. وعظم الله أجوركم..