على مدار أكثر من مائة عام مضت تسجل البحرين عاماً بعد عام إنجازات غير مسبوقة وقصص نجاح كبيرة وكثيرة في مجال الصناعة المصرفية والمالية أسست لنهضة مصرفية ومالية كبرى تشهدها البلاد حالياً بفضل الدعم غير المحدود من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر.

إن من مظاهر هذه النهضة المصرفية ما كشفته البيانات المالية لـ6 بنوك تجارية مدرجة في بورصة البحرين أن حجم أرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري صعدت إلى 235 مليون دينار مقارنة بأرباح تبلغ نحو 197 مليون دينار خلال النصف الأول من العام 2021، وبنسبة نمو تبلغ نحو 20%. وهو أعلى مستوى في تاريخ البحرين.

إن ما يتحقق كل يوم من إنجازات مصرفية كبرى بقيادة مصرف البحرين المركزي ليؤكد على أن البحرين عظيمة بأبنائها حيث تمتلك كفاءات مصرفية بحرينية متميزة ومبدعة نجحت في أن تقود نهضة وملحمة كبرى في المجال المصرفي يفخر بها كل بحريني.

ولعل من أهم نتائج هذه النهضة المصرفية أن البنوك في البحرين أصبحت ركيزة أساسية لقيام الاقتصاد الوطني، حيث تشكل إسهاماتها أكثر من 18% من الناتج المحلي الإجمالي، وبات يحتل المرتبة الثانية في القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بعد النفط، ويحقق نمواً سنوياً يبلغ بالمجمل نحو 10%، ويوظف عشرات الآلاف، أكثر من 69% منهم بحرينيون.

لقد أصبح القطاع المصرفي البحريني في مقدمة المصارف في منطقة الخليج العربي وتحولت البحرين إلى قبلة لكبرى البنوك العالمية المعروفة، بفضل دعم القيادة الحكيمة وخبرة وكفاءة القيادات المصرفية البحرينية وعدد من التشريعات التي شجعت الاستثمار المالي.

رحلة كبيرة من الإنجازات والنجاحات تستدعي أن نتوقف أمامها لنستخلص منها الدروس المستفادة ولتكون هذه التجربة المتميزة أنموذجاً لباقي المجالات في كيفية النجاح والتميز وتحقيق النهضة، هي بالفعل رحلة عظيمة ومسيرة رائعة يستحق أن يكرم قادتها وصناعها تكريماً يليق بهذا الإنجاز والإبداع البحريني.