نسيم صمادي صاحب أحد المواقع تحدث عن وضع أمريكا بعد عدة سنين. ولكن عزيزي القارئ كيف تتخيل الوضع حينما يفوز أحد المهاجرين من الهند ويصبح رئيساً لأمريكا الوضع حالياً في اعتلاء دفة رئاسة الدول أو الحكومات يتحكم فيه رجال المال والاقتصاد المؤثرين في اقتصاد العالم. حالياً بريطانيا العظمى أو المملكة المتحدة التي لا تغيب عنها الشمس والتي حكمت العالم من بينها الصين والهند رئيس وزرائها حالياً مهاجر من الهند، ولكنه أحد المؤثرين في الاقتصاد البريطاني وزوجته والدها سادس ملياردير في الهند أما في الولايات المتحدة الأمريكية وبعد تعيين سوندار بيتشاي رئيساً تنفيذياً لشركة جوجل وهو مهاجر هندي حيث أصبحت كل الطرق المؤدية لاعتلائه القمة أمام أبناء أكبر دولة ديمقراطية في العالم، وسوندار بيتشاي يتقاضى مرتب قدره 50 مليون دولار في السنة، أما المهندس الهندي ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت يتقاضى مرتب قدره 85 مليون دولار في السنه، أيضاً الهندية أنديرا ثوي رئيسة شركة بيبسي، وشتاور نارين، وأجاي بانجا، مدير ماستر كارد، وغيرهم من الجالية الهندية المؤثرين في الاقتصاد الأمريكي حيث تشير الدلائل إلى أن 50 من المديرين التنفيذيين الهنود الذين يقودون شركات أمريكية تتجاوز مرتباتهم ملياري دولار في السنة ولكن السؤال كيف تمكن هؤلاء المهاجرين من الهند أن يعتلوا قمة الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية، الجواب، أن أمريكا لم تعد كما هي منذ 10 سنوات وأصبحت تحتاج إلى أشخاص وصلوا إلى قمة الهرم في صناعة مجد أوطانهم واقتصادهم. في منطقة الخليج العربي لدينا مثل ولي العهد السعودي رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عراب رؤية 2030، أما من الناحية العلمية فإن معظم من يدرسون في الجامعات الأمريكية ويحملون المؤهلات العليا فوق الدكتوراه هم من الجالية الهندية، الهند التي استعمرتها بريطانيا ما يقارب 100 سنة بدأت تتولى زعامة العالم عن طريق أبنائها المهاجرين لأمريكا وبريطانيا في الوقت الذي انصرفت فيه أمريكا إلى التركيز على آلة الحرب وصناعة الصواريخ ومواجهة تجهيز الميليشيات والمنظمات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» و«حزب الله» وتمكين إيران من الاستيلاء على العراق وسوريا واليمن ولبنان بينما تتقدم الصين والهند والسعودية للسيطرة على قنوات الاقتصاد والطاقة التي تسيطر على آلة الحرب وها هي أمريكا والدول الأوروبية أول المتأثرين من قرارات أوبك بلس في بريطانيا وخلال شهرين تشكلت بها حكومتين لأول مرة في تاريخ بريطانيا وذلك بسبب وضعها الاقتصادي المتدهور. الكاتب الهندي فريد زكريا ألف كتاباً بعنوان «عالم ما بعد أمريكا»، وأضاف «لقد عملت أمريكا على عولمة العالم ونسيت أن تعولم نفسها وفي نفس الوقت أمريكا التي علمت أبناء العالم هي الآن محتاجة لمن يعلمها». فريد زكريا أيضاً كتب مقال بعنوان «الهنود قادمون» نشره سنة 2009. خلاصة موضوعنا أن الهند تملك 5 آلاف قنبلة نووية وهم من اخترعوا «الهوت ميل» ودخلوا مجال المريخ بمركبة فضائية هندية مائة في المائة وهي أكبر دولة في العالم لديها مصانع السفن والقطارات وبها أكثر رجال العالم ثراءً وهم يملكون الذهب في جنوب أفريقيا. هل سيأتي اليوم الذي تصبح فيه الهند سيدة العالم.

* كاتب ومحلل سياسي