لم يمر هذا الأسبوع كغيره من الأسابيع على مملكة البحرين، حيث احتضنت المملكة خلال الأسبوع المنصرم حدثاً تاريخياً بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية ليشارك إلى جانب الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس الحكماء المسلمين وعدد كبير من ممثلي الأديان والمعتقدات حول العالم في فعاليات ملتقى البحرين «حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، والذي يقام تحت رعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.

من خلال عملي في وزارة شؤون الإعلام، عملت الوزارة كخلية نحل لنقل هذا الحدث العالمي، مما أعطاني فرصة اللقاء المباشر بالعديد من المواطنين والمقيمين من مختلف الأديان والطوائف والمعتقدات. تسابق ضيوف البرامج على إبراز جهود مملكة البحرين في مجال التعايش بشكل عام والتعايش الديني بشكل خاص. ديانات مختلفة، معتقدات مختلفة، طوائف دينية مختلفة، وكذلك أعراق مختلفة ومتنوعة تجتمع تحت ظل مملكة البحرين كمواطنين ومقيمين.

تحدث كل منهم عن ديانته أو معتقده وأكدوا جميعاً بأنهم يمارسون بحرية مطلقة شعائرهم وطقوسهم الدينية على أرض مملكة البحرين التي عرفت منذ قديم الأزل بأنها واحة للسلام والتعايش.

رأيي المتواضع

وأنا أسمع الضيوف يتحدثون عن دياناتهم ومعتقداتهم المختلفة، طرأ لدي مقترح أتمنى أن ينظر له بفكر منفتح وهي السمة التي يتميز بها أهل البحرين الكرماء.

لماذا لا يكون هناك مقرر أو جزء من مقرر قائم في المدارس الحكومية والخاصة تحت مسمى «التعايش بين الأديان» يحتوي هذا المقرر على الديانات والطوائف التي تعيش على أرض مملكة البحرين، وعلى تاريخ هذه الديانات والطوائف، وجهود مملكة البحرين في التقريب بين الأديان، وأبرز طقوس هذه الطوائف الدينية.

أقول هذا المقترح بعد أن عرفت مؤخراً وأنا أتحدث من أحد المواطنين البحرينيين من الطائفة البهائية الكريمة أنهم يصومون 19 يوماً خلال شهر مارس!! فقلت في نفسي «لو كنت أعلم ذلك مسبقاً» لاحترمت صيامهم كما يحترمون صيامي ولكنت ألزمت بعدم الشرب أو الأكل في حضورهم خلال فترة صيامهم، كما يفعلون هم من احترامهم لي خلال فترة صيامي خلال شهر رمضان الفضيل.

الشعب البحريني منفتح، يحترم جميع الأديان والمعتقدات، ويتجلى هذا الاحترام والتقدير لمختلف الأديان والطوائف الدينية متى ما عرفت كل طائفة طقوس الطوائف الدينية الأخرى.

أسبوع لفت نظر العالم أجمع اتجاه مملكة البحرين، ليثبت أن الدول ليس بحجمها، بل بحجم مساهمتها في المجتمع الدولي، وها هي مملكة البحرين تعكس للعالم أجمع مثالاً في التعايش السلمي في ظل حكم رشيد لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه.