هي ما تجده في قلبك من طمأنينة واستقرار وراحة، كلما أقدمت على العطاء في مساحات الخير وصناعة الأثر، وهي مبتغاك في الحياة الدنيا، فبها تسعد وتغدو مسروراً في دروب الخير، وبها تسير وأنت راضٍ عن ذاتك وعن عطائك الذي تصنعه من أجل الغايات الجميلة التي رجوتها في دعواتك وسألت المولى بها، بأن يرزقك «الفردوس الأعلى» من الجنة. كلما مرت عليك المزيد من المواقف والتجارب واللحظات الصعبة، كلما رزقك المولى ثباتاً أكبر في قلبك، وحكمة في قراراتك، وصبراً في خطواتك، وفراسة في نظراتك، لأنك وصلت إلى مرحلة ناضجة من العطاء، جمّلت حياتك، وألهمتك أن تكون معطاءً على الدوام، مُبادراً في كل محطة، تتعلم في كل يوم خبرة جديدة تضيفها إلى فصول حياتك التي كتبتها ومازلت تضيف فيها «عطاءات الخير».

في بعض التجارب الحياتية تُختبر في قوة تعاملك مع المواقف، والتي تستلزم معها أن تقيسها بمقياس «سكينة القلب» فإنك وكما يقولون «تشتري راحتك» بدون أن تنساق إلى هواجس التوترات والقلق والتفكير الممل الذي ستكون حصيلته في النهاية التشتت والتيهان عن تحقيق الأهداف المنشودة. بإمكانك أن تتعامل مع تلك المواقف «بكلمة» واحدة فقط تغلق فيها كل السيناريوهات المحتملة، وتجعل الطرف الآخر يتحمل نتيجة قرارته، وفي نهاية المطاف تجد نفسك قد انتصرت بالفعل، لأنك لم تنسق إلى متاهات حواراتهم وجدلهم العقيق الذي يصل في كل الأحوال إلى «طريق مسدود» لا يُرجى منه شيء! عندما تجربها تجد قلبك مطمئناً ساكناً يساعدك لأن تبذل المزيد في طريق «صناعة الأثر الجميل». باختصار لا تضيع أوقاتك في تفاهات المصادمات والتي مردها كلمات لم تقسها جيداً، ولن تحصد من ورائها أي خير، بل العكس ستكون «المخطئ» في نظرهم الذي لا يتمنى الخير لغيره!

فكر دائماً في صناعة الأثر الجميل في مساحات المجتمع، وسَمِّها بما شئت، ولا تضيّع أوقاتك هدراً في التفاهات والانشغالات الهلامية، فإنك حينها تضيع حياتك بدون أن تعلم ولم تحصد بها الأجور الوفيرة التي تشفع لك في يوم الحساب. وتذكر قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «لا تزولُ قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عُمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه».

أعشق دائماً هذا «الأثر» وأعشق أن أكون من سواعد الخير في «بحرين العطاء» لأني على يقين بأن أي فكرة صادقة تولد من مساحات الإبداع، سوف تجد أثرها على المدى البعيد، وسيسبغ على قلبك المولى الكريم «سكينة» ستتذوق أثرها أبداً ما حييت. فكن على الموعد دائماً بأفعالك وأقوالك المؤثرة في مساحات الأثر، فهي التي تساعدك بأن تكون فارس الخير مُلهم العطاء، لا تتأثر بالمصادمات القاتلة، ولا بالردود السلبية، ولا بالتفكير العقيم، لأنك باختصار تعشق كل طاقة إيجابية تدفعك للإنجاز والعمل المُتقن في سماء الخير، من أجل البحرين الغالية.

تعامل بحب فهو أثر، وابتسم واكتب سطورك المُلهمة لمن تحب فهي الأثر، وأحسن في أعمالك وأقوالك وأفعالك وأفكارك وتجاربك فهي الأثر. فأنت اليوم من تصنع الأثر الإيجابي الجميل في جميع مساحات الكون، لأنك تتناغم معها بأحاسيسك، وتعيش معها بسعادة. تعجبني تلك الشخصية الهادئة المتأملة الإيجابية التي تنظر للأمور بمنظار الأمل والسعادة وحُسن التوكل على الله عز وجل، والثقة والتفاؤل بأيام جميلة في الحياة، وخير ورزق وتوفيق من مدبر الأمور، فقط كن صانعاً ماهراً في مساحات الأثر، حينها ستجد نفسك في واحة أثيرة على قلبك، لا تفكر فيها إلا «بالعافية» وبحب ما عند الله عز وجل، في حياة مليئة بالخير والعطاء.

ومضة أمل

ويبقى الأثر.