تحتفل مملكتنا الغالية بعد أيام بيوم الشرطة في البحرين، هؤلاء الرجال الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وحفظ مملكتنا الغالية من شرور المعتدين الآثمين.

ويأتي الاحتفال بيوم الشرطة البحرينية ويوم الشهيد متزامناً مع احتفالات المملكة بعيدها الوطني المجيد إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية والذكرى السنوية لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم مقاليد الحكم في مملكة البحرين.

ويأتي هذا الاحتفال بيوم الشرطة كعلامة مضيئة في إنجازات الوطن.. ومما لاشك فيه أننا في مملكة البحرين نعيش في أمن وأمان بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل هذه العيون الساهرة والسواعد المشمرة لشرطة البحرين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل الحفاظ على المكتسبات الوطنية.

إن شرطة البحرين وقد دخلت المئوية الأولى لتأسيسها تؤكد ولاءها للقيادة الحكيمة، كما تؤكد تفانيها في الحفاظ على الشرعية الوطنية، ماضية في بذل المزيد من العطاء والتفاني في أداء الواجب ضمن مسيرة متواصلة من الإنجاز والتاريخ العريق.

إن تاريخ 14 من ديسمبر 1918، يمثل في حقيقته جوهر تاريخ الشرطة البحرينية، واللبنة الأساسية التي بنيت عليها أسس قيام الشرطة البحرينية وتطورها ونموها، ولا يمكن أن يمر في الذاكرة هكذا مرور الكرام، فنحن نتحدث عن يوم وطني خالص، بين طياته تتجسد معاني الوفاء والإخلاص والتضحية والقوة والدفاع عن الوطن.

واستناداً إلى أهمية هذا التاريخ، وإلى حقيقة أن تاريخ الشرطة البحرينية المشرق والمشرف لا يقل أهمية عن حاضرها الزاهي ونحن نعبر القرن من الزمن منذ تأسيس النواة الأولى للشرطة البحرينية، فالشرطة البحرينية في مئويتها تجاوزت كل التحديات فقد بذلت وزارة الداخلية جهوداً كبيرة لبناء أجهزتها الأمنية وتحديد المهام والاختصاصات لها في فترة طويلة من الزمن، تجاوزت المائة عام حيث استطاعت خلالها بناء أجهزة أمنية متطورة أثبتت قدرتها على حمل الأمانة، وتحقيق الأمان، وحماية المجتمع من الجريمة والانحراف.

إن رجال الشرطة فخر هذا الوطن، كتائب مخلصة تسهر الليل لأجل سلامة البحرين وأهلها، رجال بواسل يقودهم رجل قوي مخلص، هو معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والذي استحق أن يطلق عليه اسم «رجل البحرين القوي» لما يضطلع به هو ورجاله الأوفياء من تحمل لمسؤولية كبيرة تجاه مملكة البحرين وأمنها واستقرارها. إن يوم الرابع عشر من ديسمبر هو يوم الوفاء، يوم الحب، يوم الإخلاص لرجال وهبوا أنفسهم وأرواحهم وكل ما يملكونه رخيصة لأجل أمن واستقرار مملكة البحرين الغالية.

في هذه المناسبة الوطنية الغالية، ومملكة البحرين تمر بأعيادها الوطنية، نبعث تحية حب ووفاء بمناسبة يوم الشرطة البحرينية، تحية لتلك العيون الساهرة في مختلف مواقع العمل، فعلاً لقد أثبتت الأيام إخلاص أولئك الذين أقسموا أمام الله للوطن والملك على الحفاظ على الأمن والسكينة والاستقرار، وعلى أداء الواجب بجهود وطنية مخلصة فكل الشكر والعرفان والوفاء والحب لأولئك الأبطال ولوزارة الداخلية تحت قيادة معالي وزير الداخلية الموقر، الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الذي قدم الكثير من الإسهامات والبصمات التي كان لها الأثر العميق في قيام أفراد وضباط وزارة الداخلية بأداء مهامهم وفقاً لأحدث التطورات التكنولوجية والمهارات والكفاءات الإدارية والعسكرية لصون مقدرات الوطن، والحفاظ على منجزاته.

إن يوم الشرطة البحرينية ليس كأي يوم عادي، فهو يوم للوفاء تجاه هؤلاء الأبطال، يوم لرد الدين لهم على حفظهم للأمن والاستقرار، وهم حجر الزاوية في التصدي للمخربين والإرهابيين، فلقد كان للتغيير والتطوير مكانة مميزة على جميع الأصعدة والمواقع في شرطة مملكة البحرين، وكانت المراحل التاريخية التي مرت بها شرطة البحرين طوال أكثر من مائة عام منذ تأسيسها «1918» حصاد جهد وسهر قيادات ورموز ورجال الشرطة الأوفياء.

إن ما تنعم به مملكة البحرين من أمن وطمأنينة إنما هو ثمرة لجهود هؤلاء الرجال المخلصين، الذين ينهضون بمسؤولياتهم، ويؤدون رسالتهم بكل الإخلاص ليلاً ونهاراً، تجاه قيادتهم ومواطنيهم، ونحو كل مقيم على أرض مملكة البحرين.