النظام الإيراني اعتبر استخدام اسم «الخليج العربي» في دورة كأس الخليج 25 المقامة حالياً في البصرة «تحريفاً وتطاولاً على بلاد فارس» ولم يبق مسؤول فيه بدءاً من وزير الرياضة والشباب إلى أكبر وأصغر مسؤول إلا وشجب وأدان واستنكر وقال ما معناه «بالعربي» إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» استخدم اسماً «مزيفاً» وطالبوا «اتحاد الكرة باتخاذ الإجراءات المناسبة ووضع الاحتجاج الرسمي والمتابعة القانونية على جدول الأعمال في أسرع وقت ممكن» وتم «تعيين مكتب الشؤون الدولية بوزارة الرياضة والشباب كوكيل خاص للتحقيق والمتابعة في هذه القضية» بينما عمدت وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير العراقي في طهران وإبلاغه احتجاج الملالي ورفضهم تلك التسمية.

ليس مفهوماً لماذا لا يتحرج النظام الإيراني من كلمة «خليج» التي هي كلمة عربية وليست فارسية ويمكن اعتبارها دليلاً على أن الخليج عربي وليس فارسياً ويركز على كلمة «عربي» التي تفرضها الجغرافيا وواقع وجود 8 دول على إحدى ضفتيه ولا تنقص من شأن إيران التي تقول بمناسبة ومن غير مناسبة إنها تريد علاقات طبيعية مع «دول الخليج العربي» وإنها على استعداد للحوار وتقديم التنازلات المفضية إلى استقرار المنطقة.

من الأمور التي استفزت النظام الإيراني في موضوع تسمية الخليج العربي باسمه الحقيقي هو استخدام هذه التسمية من قبل مقتدى الصدر، حيث كتب تغريدة رحب من خلالها بالوفود المشاركة في الدورة نصها «ضيوفنا العرب الأكارم من دول الخليج العربي مرحبا بكم. أهلاً وسهلاً بالعرب في عراق الأولياء والصالحين. أهلاً بكم في بصرتكم الغراء». ومن الأمور التي زادت من غضب هذا النظام استخدام رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المصطلح نفسه في حسابه في «تويتر».

لا تزال المناحة في إيران مستمرة، وواضح أن النظام المستولي على السلطة فيها يبحث عن قصة يشغل بها الرأي العام المحلي والعالمي ليصرف الجميع عن الذي يجري منذ عدة أشهر في مدن وقرى إيران ويمكن أن يؤدي إلى نهايته.