إصلاح التعليم كان هدفاً من أهداف الرؤية 2030 ومازال بالطبع، إنما يحتاج الأمر إلى وضع الملف من جديد على الطاولة لمواكبة المستجدات في العملية التعليمية والجديد في أسواق العمل.

ويحتاج الأمر إلى إصلاح التدريب أيضاً إلى جانب التعليم وجعل الأمر مترابطاً فلدينا كليات ومعاهد متعددة متناثرة أسست بمجهودات مبعثرة دون استراتيجية شاملة تجمعها نضيف لها هيئة تنظيم سوق العمل وصندوق العمل «تمكين» هؤلاء لابد أن يكونوا تحت هيئة واحدة أو أي نوع من أنواع المظلات التي تضع جميع هذه المؤسسات وترسم لها خط سير مشتركاً مترابطاً يجمعها، لتوضع لها خطة خمسية تعيد جميع المسارات إلى وضعها الصحيح.

رغم كل الجهود المبذولة والمقدرة إلا أن المشكلة مازالت موجودة والمعادلة مازالت تفتقد عنصراً يفعلها ويجمع تلك الجهود وينسقها كي تعمل سوياً.

سوقنا نشط واقتصادنا نشط وينمو وتلك مؤشرات جيدة تدل على أن الجهود المبذولة تثمر ثمراً نافعاً ولله الحمد، لذلك هناك دائماً فرص للعمل موجودة برواتب مجزية وهناك فرص استثمارية هي الأخرى تخلق وظائف وتفتح الباب لرواد الأعمال، إنما في النهاية غالبية البحرينيين يعملون في وظائف متدنية الرواتب، وقصة جعل البحريني الخيار الأمثل قصة تسير كالسلحفاة لخلل لم نضع يدنا عليه إلى الآن.

نحن لسنا مع الإحلال السريع دون اعتبار للكفاءة والمهارات فقط لمجرد كونه بحرينياً خذوه فغلوه، المطالب التي من هذا النوع تدغدغ المشاعر فقط وغير عملية، الخلل المراد إصلاحه هو أن عملية جعل البحريني هو الخيار الأمثل بها خلل ما هو هذا الخلل وأين يقع هي التي يجب أن نعيد فتح الملف من أجله، للكشف على الأسباب التي تجعله بطيئاً وغير فعال ومتروكاً بلا جدول زمني ولا مؤشرات واضحة تدلنا على أننا نسير بالسرعة المطلوبة وبالأعداد المطلوبة.

هل يحتاج الأمر إلى جمع كل هذه الأطراف الرسمية والأهلية تحت مظلة تشمل هيئة تنظيم سوق العمل وتمكين مع وزارة التربية ووزارة العمل مع المعاهد والكليات الحكومية والخاصة؟ قد لا نحتاج إلى ميزانية وهيكل إداري وو إلخ، قد نحتاج إلى مايسترو يدير كل هذه الأطراف المعنية بإصلاح السوق لتعزف سيمفونية واحدة كلها تجتمع على ذات الأهداف وتعرف ماذا يعمل الآخر وكيف تستفيد مما هو موجود وأن لا نكرر ولا نستنسخ.

تلك المعاهد والكليات التي تدرب تحتاج إلى أن تتواصل مع الهيئة لتعرف خارطة السوق ما الموجود وما الذي يحتاجه كي تعيد صياغة أهدافها وبرامجها.

لنتعلم من الهند كيف أصبحت ميداناً لتعلم وتدريب العمالة التي يحتاجها السوق الهندي والسوق العالمي، لنتعلم منهم كيف أصبحت الهند بلداً جاذباً لجميع معاهد العالم الأخرى، الحكومة الهندية لم تترك السوق لينمو عشوائياً دون ربطه بالتعليم والتدريب ولم تترك بالمقابل التعليم والتدريب كي يسير وحده عكس اتجاه السوق.

بإمكان البحرين أن تكون نموذجاً جاذباً لبيئة تعليم وتدريب لا تترك بحرينياً إلا ووجد له مكاناً في السوق براتب مجزٍ بل وتتجاذبه الأسواق المحلية والخليجية، فقط نحتاج للم الشتات وتوجيهه.