«منذ فجر التاريخ، والبحرين حاضرة في ذاكرته، سواء اتسعت دلائل التسمية جغرافياً أم ضاقت، فهذا الأرخبيل هو القلب من هذا الإقليم حيث التقت طرق الحضارة في جزر البحرين، وكانت دلمون التي مثلت نقطة التقاء العالم القديم الممتد من بلاد سومر في بلاد ما بين النهرين إلى ماجان في عُمان وصولاً إلى حضارة بلاد السند شاهداً على ازدهار البحرين.. وقبل انبثاق فجر الرسالة الإسلامية كانت البحرين تحتضن بحرية تعدد الأفكار والمعتقدات على أرضها في نموذج نادر المثال في تلك العصور». وصفٌ حضاري لشخصية البحرين التاريخية المنصوص عليها في ميثاق العمل الوطني والمشروع الإصلاحي لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، ليؤكد على أن المملكة ثابتة على قيمها الأصيلة وإرثها الحضاري والإنساني الغني بتنوعها الثقافي وبنهضتها المستدامة منذ القدم. وهذا ما وثقته إشادات جميع الوفود الدولية بما يتجاوز عددهم الـ1700 شخصية برلمانية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي «IPU» المعنون بـ«تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: مكافحة التعصب» -والذي شهد أكبر تجمع في تاريخ اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي- بأن مملكة البحرين هي منبر للسلام وللتعايش ونموذجاً دولياً يحتذى به في تحقيق المنجزات الحقوقية في كافة المجالات.

قصة نجاح برلمانية دولية يسجلها الفصل التشريعي السادس للبرلمان في دور انعقاده الأول، تُترجم الصورة المشرّفة لتعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية والثمار الناتجة عن ذلك. اتساق ونسق ورشاقة تنظيمية محترفة رأيناها تعمل لأجل إنجاح هذا الحدث البرلماني العالمي الذي جاء برعاية ملكية سامية للسلطة التشريعية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، والدعم اللامحدود لكافة مؤسسات المملكة.

مشاركات فاعلة وغنية للبرلمان البحريني في مجالات التعايش والتسامح والتوازن بين الجنسين والبيئة ودعم الشباب واستثمار التقنيات الرقمية في دعم العمل التشريعي، ومكافحة خطاب الكراهية، ومخرجات غنية أثمرت عن هذا التجمع البرلماني العالمي، كانتخاب رئيس مجلس النواب معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب رئيساً للجمعية العامة 146 للاتحاد البرلماني الدولي، وإعلان سعادة الأستاذة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة عن إطلاق الدليل البرلماني لإدماج احتياجات المرأة في التنمية، الذي اعتبره تحفة برلمانية لدعم أعضاء وعضوات البرلمان البحريني في مسيرتهم البرلمانية، وإنجاز إطلاق إعلان المنامة، الذي أشاد به رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دوارتي باتشيكو، مشيراً إلى أن روح المنامة ستبقى في الأذهان وستميز العمل الحقوقي البرلماني على كافة الأصعدة.

وختاماً، كل التقدير للجنة الوطنية المنظمة لاجتماعات الجمعية العامة الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي برئاسة سعادة العضو جمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، على الجهود البراقة والجبارة في تنظيم هذا الحدث البرلماني الدولي.

ملاحظة:

لا نملك سوى أرضٍ واحدة، وحياة واحدة، فلنملئها بالتضامن والخير والبناء والعطاء.

* باحث قانوني تنفيذي بمجلس النواب