إن الهدف الأسمى الذي تعمل عليه دولنا اليوم هو بناء مجتمع إقليمي قائم على التعايش السلمي، والثقة المتبادلة، وحفظ سيادة الدول وحقها في نهضة تنموية طويلة الأمد، وهذا ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في كلمته السامية التي وجهها للقاء التشاوري الـ18 لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى والتي بدأت فعلياً ترجمتها ضمن سياسة العمل واستراتجيته للمساهمة في البناء والسير نحو التطور لمستقبل أكثر استقراراً وإشراقاً.

إن كلمات القادة ومضامينها هي رسالة تؤكد على مستوى العمل الفعلي، والتوجه المنشود الذي يجب أن يلتفت إليه الجميع في الوقت الحاضر لمستقبل قادم، والذي لن يتحقق إلا بتعاون وتكاتف دولنا، وتوافق استراتيجياتنا، وشراكة أنشطتنا، وتوحيد كلمتنا.

وعليه نرى بأن جميع اللقاءات الدولية اليوم تهدف في أعمالها إلى الارتقاء بمستوى الحوار، والتخلص من كافة النزاعات ونفضها للالتفات نحو ما يبني الوطن، ويحقق المصالح المشتركة، ويقوي الروابط التاريخية العميقة بين الدول، وتعزيز العلاقات السياسية، والإستراتيجية لأمن واستقرار إقليمي ودولي. لذا نرى اليوم أن لغة الحوار أصبحت تركز على كل ما يبني ويجمع ويوصل، ويهدف إلى بناء الإنسان، وسد احتياجاته، ومتطلباته، والارتقاء بمستوى العيش الإنساني، فكانت منها ضمان مرونة سلاسل الإمداد والنقل والاتصال، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والأمن المائي، ودفع بناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة الخضراء والمتجددة، وخلق فرص أعمال تجارية، ودعم فرص الاستثمار، وزيادة التبادل التجاري، والتنوع الثقافي، والتعايش السلمي، والتعاون التجاري والاقتصادي، والتشجيع على الاستثمار المشترك بين المؤسسات المالية، والاقتصادية وقطاعات الأعمال وغيرها الصحية، والتعليمية، والإعلامية، والاجتماعية، والتكنولوجية بعد أن كانت تتناول وتركز على فض النزاعات ومواجهة الحروب والتصدي لها ونبذ الطائفية والعنف وغيره من إيجاد حلول لحروب أهلية وصراعات دولية.

جميل هذا التغيير وهذه الروح الإنسانية التي تنعكس على الشعوب بالحب والتواد والتواصل والتآلف والتي تشعرنا بالأمان وأن العمل السياسي الدولي بخير ويسير نحو الوجهة الصحيحة والسليمة تحت أهم مبدأ وهو الإنسانية والإنسان.

شكراً لقائدنا العظيم، حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، في إنسانيته وقيادته وحكمته التي تعزز معنى الإنسانية في كل الأعمال، حيث توجه القيادة الرشيدة في كل الخطابات والكلمات الرسائل التي تحمل مضامين الحب للوطن ولكل شعوب العالم، وشكراً للقيادة السعودية الجليلة التي عملت بكل جد واجتهاد، وتحركت بكل عزم وإصرار على إحداث التغيير نحو مستقبل أفضل يسوده السلام والأمن والاستقرار.

إضاءة

إن للكلمة التي تحمل رسالة تغير مسار الحياة، وإن المجتمع الذي تنتشر فيه الكلمة الطيبة الناصحة والمحبة للخير لهو مجتمع مستقر آمن ترفرف عليه رايات السعادة والمودة.