عندما تعيش أحداث الحياة وبعض المبادرات الإنسانية والاجتماعية التي تنفذ في محيط حياتك والقريبة من مشاعرك واهتماماتك، فإنه يبدو لك وللوهلة الأولى بأن سطور مشاعرك التي تكتبها ستبث أثرها بلاشك من وحي مواقف هذه المبادرات بل «الحكايات الحياتية» المؤثرة. هذا ما أحسست به وأنا أشارك زملائي في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الاستمتاع في إدارة مبادرة مجتمعية جميلة أطلقتها المؤسسة هذا العام ضمن مبادراتها المُبدعة التي تسعى من خلالها إلى تعزيز الشراكة المجتمعية والانتشار الأكثر في المجتمعة وإيصال رسالة المؤسسة السامية في عمل الخير الذي تتسع آفاقه لتشمل إلهام الحياة. شعور امتزج بالسعادة والفرح وأنا أتقاسم مشاعر الفرح والخير مع أعضاء لجنة تحكيم مسابقة «حكايتي» التي أسميتها «حكاية الحياة» فهي التي تكشف عن أغوار النفوس المُلهمة التي أحبت أن يكون لحكاية إلهامها التأثير الجميل في الحياة.

أعضاء لجنة التحكيم المكوّنة من د. بدور بوحجي وأشواق بوعلي وعائشة فتح الله، كانت لنا معهم ومضات جميلة في المشاركة بلحظات الفرح وبالمشاعر التي اختلطت بالحزن تارة وبالسعادة تارة أخرى، كيف لنا ونحن نتقاسم الأثر في قراءة ما لا يقل عن «214 حكاية حياة» لأبطال من البحرين قاسوا صعوبة العيش وبزغ بريقهم في سماء الخير والإنجازات، وتغلبوا على التحديات ليعيشوا الأثر الذي يحبونه، ويخلدوا عطاءاتهم في بحرين المحبة.

لم تكن الخطوات سهلة إطلاقاً في امتزاج مشاعرنا مع مشاعر كتّاب هذه الحكايات، فبعضها من كتبها بنفسه، وبعضها من كتبها عن أحباب له عاش معهم مشاعر العيش لحظة بلحظة وشهد كل لحظات الفرح والحزن والإنجاز. ومع قصر الفترة المحددة وتسارع الأوقات، إلإ أنها كانت الطريقة المثلى والأسلوب الجميل الذي تعاملنا من خلاله مع مجموعة الحكايات المُقدمة والتي عرضناها على طاولة صغيرة في زاوية من زوايا المحرق العريقة. ومن حسن الطالع أن تكون الآراء مجتمعة على حكايات بعينها، وإن كنا نرى أن كل حكاية قد فازت بالتحدي الذي عاشت فيه وبالكفاح الذي عاصرته، لأن كل واحد منا يحمل في حقيبته سلسلة من الذكريات والإنجازات والإخفاقات التي وصل بها الآن في مرحلة عمرية معينة من حياته إلى قمة عطاء كان مصدرها حب الإلهام والوصول لتحقيق الأهداف المرجوة.

بالفعل كل كلمة في سطور الحكايات كانت تمثل معنى لكاتبها، واكتشفنا طاقات أدبية مُلهمة في السرد الحكاياتي تجذبك وتسرح بك إلى بعيد وكأنك تعيش في أحلام بعيدة، ولكنك تكتشف أنها قصصة واقعية يحق لها أن ترى النور سواء بمشاهد مرئية أو بكتاب يجمعها كلها ليكون خالداً في تاريخ الأجيال.

وهذا ما سنحمله على عاتقنا بمبادرة ستكون المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية راعية لها بدعم وتشجيع من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، فنطمح أن يستلم سموه بإذن الله تعالى كتابا يؤرخ قصص كفاح من مجتمع البحرين الأصيل.

أما اللقاءات الفردية من المرحلة النهائية من المسابقة، فهي الأخرى لها الطابع المؤثر في نفوسنا، والامتحان الأقوى في اختيار الفائزين الأوائل في المسابقة، وهي الأخرى مرحلة تحد أخرى جميلة عشناها وجهاً لوجه لعدد 12 حكاية قرأنا سطورها وقابلنا أبطالها الذين عبروا عن مشاعرهم وعن حكاياتهم وأظهروا جزئيات صغيرة ومشاهد أخرى تجملت على ألسنتهم، فجمال المشاعر حينها يختلف عن القراءة حينما تحاور «بطل القصة».

ستبقى تجربة «حكايتي» تجربة أخرى جميلة من محطات «مسير حياتي» ذلك المسير الذي أعتز بأن أكون من خلاله عضواً فاعلاً ترك بصمته في مؤسسة جميلة أعطتني الكثير وسهّلت طريقاً جميلاً للإبداع المؤثر بقيادة سعادة د. مصطفى السيد أمينها العام، الذي يمثل رسالة إنسانية سامية في المجتمع ويعطيك الثقة لتشارك الحياة بالإبداع والإلهام، تخليداً لصدقة جارية أسس قوامها ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

فهنيئاً لمليكنا الكريم الذي أكرمنا بالعمل في هذه المؤسسة، وأسس قوام خير للحياة كلها، ليس للأيتام والأرامل أو الفئات المحتاجة فحسب، وإنما لحياة الأثر الجميل، بحكايات ستبقى خالدة في الحياة، وما حكاية المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية إلا في صدارة حكايات الأمل والسعادة والعطاء والأثر الجميل.

ومضة أمل

سعادة تتلوها سعادة وأثر يتلوه أثر. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.