تشهد بوركينافاسو وضعًا أمنيًّا غامضًا، بعد أن دوّت انفجارات في ساحة التلفزيون العامة المقابلة لمقر الرئاسة، ربطها مراقبون بمحاولة انقلاب عسكري.

وبعد يومين من الغموض والاضطرابات التي شابت الوضع في بوركينافاسو، اختفى خلالها الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري منذ الأربعاء، ليظهر مساء الجمعة في نشرة أخبار تلفزيون الحكومة وهو يتبرع بالدم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم.

وظهر في الصور مبتسمًا محاطًا بالقبعات الحمراء، والممرضات يشرفن على سحب الدم من ذراعه.

وينتهي التقرير التلفزيوني بتصريح من النقيب تراوري يحث فيه مواطنيه على الإقبال على التبرع بالدم، ثم ينتقل مباشرة إلى موضوع مختلف تمامًا دون أن يذكر مطلقًا التفجيرات التي وقعت في مقر التلفزيون، ولا رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الذي أمر الجنود بالاستعداد لهجوم محتمل من طرف المتطرفين.

بعد ذلك، نشرت صحيفة "سيدوايا" الحكومية صورًا أخرى لرئيس الدولة، هذه المرة بصحبة الناشط كيمي سيبا في القصر الرئاسي، فيما يشبه حملة إعلامية لنفي وقوع انقلاب عسكري.

وفي يوم الأربعاء 12 يونيو/ حزيران، تم إطلاق صاروخ في الهواء من مقر رئاسة بوركينا فاسو، وسقط في باحة محطة التلفزيون القريبة، مما أدى إلى أضرار جسيمة، خاصة في عدد من المركبات المتوقفة في المكان.

وسرعان ما انتشرت أخبار هذا الانفجار على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ قيل إنه استهدف مكانًا غير بعيد عن مكان تواجد تراوري الذي كان يحضر اجتماعًا لمجلس الوزراء وقت وقوع الحادث.

كما أفادت عدة مصادر أمنية عن تحركات غاضبة في الثكنات في بوركينافاسو، عقب الهجوم على بلدة مانسيلا على حدود النيجر.

وسيطر متطرفو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على القاعدة العسكرية المحلية هذا الأسبوع، وسط غياب معلومات رسمية.

وذكرت إذاعة فرنسا الدولية فقدان أكثر من مائة جندي.

ووفقا لمصادر عسكرية مختلفة تحدثت لمجلة "جون أفريك" المحلية، فإن هذه المنطقة الواقعة في الشمال الشرقي تتعرض لتوترات قوية، وفي ليلة 10 إلى 11 يونيو/ حزيران، تعرضت مفرزة مكونة من 140 إلى 160 جنديًّا لهجوم من قبل الجماعات المتطرفة.

وكان الحوار السياسي الذي استمر يومًا واحدًا في 25 مايو/ أيار الماضي وقاطعته أغلبية الأحزاب السياسية في واغادوغو، قد أعلن تمديد فترة حكم تراوري لخمس سنوات، كما حصل على أهلية الترشح للانتخابات القادمة.