* ثلاثة وعشرون عاماً مضت على تدشين ميثاق العمل الوطني بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث شكّل خارطة واضحة المعالم للحياة الوطنية، وأثمر العديد من المشروعات الإصلاحية التي كانت محطّ أنظار الجميع، ومن أجملها بزوغ نجم "المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية" التي حملت راية الإنسانية داخل وخارج مملكة البحرين وشكّلت نموذجاً إنسانياً جميلاً في خدمة الإنسانية. خالص التهاني والتبريكات لقائد البلد مليكنا المعظم حفظه الله ورعاه، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر ولسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب وللعائلة المالكة، بهذه المناسبة الجميلة، أعادها الله علينا بالخير واليمن والبركات، وعلى مملكتنا الحبيبة وهي ترفل بثوب الرقي والازدهار والأمن والأمان، والمزيد من العطاء خدمة لهذه الوطن العزيز.

* نُبارك لسعادة الشيخ علي بن خليفة بن محمد آل خليفة تعيينه أميناً عاماً للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بثقة ملكية سامية. ونسأل الله تعالى له التوفيق والسداد ليواصل مسيرة العطاء وخدمة الإنسانية داخل وخارج مملكة البحرين بإبداع وتميز مع فريق عمل المؤسسة الجميل. والشيخ علي هو ابن بار للمؤسسة الذي عمل فيها بجد وإتقان وحُب للعمل الخيري والأرامل والأيتام، وسيكون إضافة شبابية جميلة في قيادتها نحو المزيد من التميز والازدهار. كما نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور مصطفى السيد على عطائه في خدمة المؤسسة والعمل الإنساني طيلة 16 عاماً، ونُبارك له تعيينه نائباً لرئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية. ونتمنى لفريق المؤسسة المزيد من التميز والعطاء والارتقاء بأعمالها الإنسانية في هذا الوطن الحبيب.

* يقول المولى عز وجل: "يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وما يذكر إلا أولو الألباب". وكما ورد في تفسير الآية: إن الله تعالى يؤتي الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده، ومن أنعم الله عليه بذلك فقد أعطاء خيراً كثيراً. إنها الحكمة التي لولاها لعاش المرء في تيهان ولما عرف ماهية وجوده في هذه الخليقة. الحكمة التي تجعل المرء يفرق بين الحق والباطل، ويفرق بين الصحيح والخطأ، وتحقق التوازن في حياته، وتجعل قراراته صائبة بعيدة عن أطر التعصب الذاتي، أو الهوس الشيطاني. وما أجمل أن تُرزق الحكمة فهي دليلك نحو التبصر بالأمور وكسب النفوس، فاحذر أن تتفلت أعصابك أو تتخذ قراراً بدون تمحيص أو حكمة، لأنك حينها سوف تخسر كل شيء.

* ما أجمل أن يجدد المرء نيته لله عز وجل في كل حين، وأن يخلص ويصدق في أعماله، وأن يتقن في كل أحواله، لأننا أولاً وأخيراً نعمل من أجل الله تعالى وحده ومن أجل أن نحقق معاني العبودية في الحياة، ومن أجل أن نكون خير خلفاء الله في الأرض. هذه هي الحقيقة الحتمية التي من أجلها نعيش، ومن أجلها سنغادر الحياة بعد أن تُمحص أعمالنا وأفعالنا وأقوالنا، وبعد أن نترك الأثر الإيجابي الجميل في حياة البشرية جمعاء. بين الحين والآخر يجب أن نحرص على أن نطهر هذه القلوب من الشوائب الدنيوية، ونصفي النفوس من أدران الحياة، ونُجدد النية ابتغاء للأجور الخالدة التي من أجلها نعمل، ومن أجل أن نكون في المنازل العليا في الجنان الخالدة.

* رمضان على الأبواب، وما أجمل نسائم رمضان، فلا نغفل من أن نعد العدة لاستقبال هذا الشهر الكريم، ولا نغفل بأن نرفع أيادينا بالدعاء الخالص بأن يبلغنا المولى الكريم هذا الشهر الكريم ونحن في صحة وعافية وسعة رزق وطول عمر، نحن وأزواجنا وذرياتنا وأهلينا وأحبابنا ومُحبينا، وأن يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته. رمضان فرصة لتجديد الإيمان، وفرصة لغفران الذنوب، وفرصة لإعادة إحياء موات القلوب، وفرصة لكي نربي أنفسنا على معاني الخير التي لربما انمحت من نفوسنا في أيام الحياة المُتسارعة. اللهم بلغنا رمضان يا رب.

* نبحث عن السعادة فلا نلقاها إلا مع تلك القلوب الصفية النقية الطاهرة التي أحبتنا بإخلاص، والتي تسارع لتكون بقربنا في كل شاردة وواردة، وفي الشدة والرخاء، قلوب تسعد بسعادتنا، وتعطينا الأمل في أوقات النوازل. السعادة مع أولئك الذين يتمنون لك الخير، والذين يقفون بجانبك مهما كانت الظروف، فلا تغيرهم أحوال الحياة، ولا تغيرهم مواقف الأيام، بل هم شخصيات شامخة في كل الأوقات، لا تقبل أبداً أن تتركك وحيداً، أو تتنازل عن رفقتك في مسير الحياة والأثر الجميل. أولئك من تبحث عن السعادة معهم، أما من تنازلوا عن محبتك وعن القرب منك وعن التقدم معك في مسير الإنجاز الحياتي، فهم قد خسروا مساحة جميلة في قلبك ولن تعود أبداً.

ومضة أمل

مهما كانت الظروف، سيستمر نور الأمل من أجل "الأثر الجميل".