منذ منتصف هذا الشهر حتى اليوم شهدت البحرين نشاطا مكثفا وحركة سياحية غير عادية، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن انطلاق فعاليات سباق الفورمولا 1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للعام 2024 في حلبة البحرين الدولية بمنطقة الصخير والذي يحتفل هذا العام بعقدين من النجاحات المتواصلة والمتنامية، وقد تم اختيار عنوان لها يتناسق مع خصوصية الموسم وهو «20 عاما من صنع التاريخ».

فقد أعلنت فنادق المملكة أن نسبة الإشغال فيها قد وصلت إلى الذروة، ولا يوجد في البحرين غرفة فندقية إلا وكانت محجوزة قبل أيام من تشغيل محركات سيارات السباق الأشهر عالميا.

وتزامن مع ذلك أيضا انتعاشة فائقة في قطاعات كثيرة بالمملكة، ومنها المطاعم والمجمعات التجارية والمواصلات والاتصالات وكافة الخدمات المرافقة لمثل هذا الحدث الذي استقطب عشاقه من جميع أنحاء العالم ليأتوا إلى البحرين.

ويضاف إلى ذلك السمعة العالمية والترويج السياحي والإعلامي للبحرين خلال تلك الفترة، وهو ما يعتبر عائدا تراكميا ومستمرا لجذب السياح والمستثمرين للبحرين على مدار العام، فهذه الرياضة المختلفة عن كل الرياضات الأخرى استطاعت على مدار 20 عاما أن تجذب مكاسب اقتصادية وإعلامية للبحرين.

ومن المعروف أن سباق الفورمولا 1 يقام أيضا في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي كل دولة منهما ما يميزها عن الأخرى من حيث الإمكانات وحجم الجمهور، إلا أن البحرين تؤكد اليوم أن سباقها ذو طعم خاص، وله مريدوه وعشاقه الحريصون كل الحرص على أن يكون لهم موطئ قدم على أرض الصخير تحديدا.

هذا المشروع الناجح الذي انطلق من رؤية وفكر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قبل 20 عاما، يضع أمام أعيننا نموذجاً لما يحدث هذه الأيام في أروقة الحكومة، حيث وجه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للبدء في وضع رؤية البحرين الاقتصادية 2050، أي قبل 6 سنوات من بدايتها.

ولقد كنت أبحث عن السبب في اختيار مسمى «رؤية البحرين الاقتصادية 2050» إلى أن تبين لي ذلك فيما يحدث اليوم على أرض المملكة من أحد مشاريع مجلس التنمية الاقتصادية، ومن فكرة أطلقها رئيس المجلس الذي استثمر قبل 20 عاما في أحد المشروعات العالمية ووصل اليوم إلى أعلى مردود له.

هذا المردود ليس فقط لأصحاب القطاعات المستفيدة، وإنما أيضا لكل أبناء البحرين الذين لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الحدث الكبير الذي سنتابع أحداثه غدا، وبذلك نكون قد عرفنا سبب هذه التسمية ولماذا هي رؤية «اقتصادية» متخصصة.