البرنامج الذي تشرف عليه وتقدمه السيدة الفاضلة أفنان الزياني وعنوانه -يلا نطبخ-، أفنان الزياني قمة في الطرح والعرض والشخصيات التي تلتقيهم من الجنسين، سواء في بيوت الأسر المنتجة أو محل بيعهم أو مصانعهم أو تسويقهم، كل ذلك يسهم في إثراء الأسواق البحرينية، هذا دليل على أن أهل البحرين، أسرة واحدة، وقوة دافعة للحفاظ على النسيج البحريني الجميل المتحاب المتعاون، لرفع هذا الوطن الغالي ليأخذ مقامه الرفيع بين جميع الأوطان، ويضرب به الأمثال بأن هذا التعاضد بين أبناء الوطن يخلق العجائب والمعجزات.

في مقابلة تلفزيونية بثتها قناتنا التلفزيونية مع أحد أبناء آل كازروني هو السيد الفاضل بشار كازروني، وعائلة الكازروني معروفة، وأحد أقطابها المرحوم أمير كوه بيما، يسكن قلب العاصمة المنامة، إلى الغرب من فريق الشيوخ ويطل على شارع الشيخ عبدالله، ويدير متجراً شهيراً، وتجارته استيراد الدراجات الهوائية وبيعها في السوق .

هذا الرجل الهادئ لباسه الذي اشتهر به، الغترة العربية والعقال العربي، أما لباسه الذي يغطي جسمه فهو البنطلون والقميص، فلا تستغرب ذلك، ففي هذا الفريق اثنان أيضاً هما أخي عبدالله محمد بوزيد الدوسري والآخر من عائلة الوردي يلبسان نفس اللباس، وإذا رآهم الرائي لأول وهلة، يظنهم من أهل الشام، ولأميركوه بيما أخ واحد اسمه عباس كازروني هو أول من أنشأ ورشة ميكانيكية حديثة كبيرة في نفس الفريق وتقع إلى الشمال من سوق الأربعاء القديم، ومنزله جداً قريب من منزل أسرتي، ولأميركوه بيما الكازروني أبناء أصغر مني سناً، لكنهم كانوا أتراباً لأبناء أخوتي مثل صلاح وصباح، وبيت آخر إلى عائلة كازروني يقع إلى الجنوب من بيت أمير السابق الذكر، وهو بيت شاهق كالقصر-أظنه قصراً من قصور آل خليفة الكرام-.

وكانت الأسواق في المنامة الكبرى قديماً يطلق عليها اسم عامريها من التجار، فهناك سوق العجم إلى الشرق من فريق المهزع، وتجارتهم في المواد الغذائية والمكسرات والتوابل في الغالب، ومن أشهر تجار هذا السوق عائلة حقيقي وأحد أبناء هذه العائلة صديق لي، وفي أواخر الستينيات اشتهرت عائلة لاري للمكسرات والحلويات، وسوق النجديين إلى الجنوب من سكن حاكم البحرين الشيخ علي الكبير، ومن أشهر تجاره، عبدالله النجدي وتزين جدران دكاكينهم صور الملك المرحوم عبدالعزيز آل سعود تغمده الله واسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وإلى الشرق من هذا السوق يقع سوق الحلوى البحرينية والرهش وغيرها، وتجار هذا السوق المتعاملون معهم يسمونهم الحلواجية، ومشهورة مثل شهرة الشواطرة في المحرق، وإلى الشرق من هذا السوق توجد محلات بيع البز والخياطين، أما صناعة المصوغات الذهبية والفضية فأغلب الحرفيين الفنيين هنود وأشهرهم رتيلال وغيره، واشتهر تاجر بالمواد الغذائية والشاي اسمه دململ أما تجار الذهب فأغلبهم من البحرين مع سير التطور الحضاري والتجاري والصناعي يكون المرحوم حسين أحمدي أول من أدخل مصنعاً لمطاحن الدقيق والبهارات في البحرين وموقعه في فريق الشيوخ، وبذلك اختفت الرحى المنزلية المشهورة القديمة، هذه فقط نبذة عن أسواق البحرين القديمة.

من الاستطلاع الذي أجرته السيدة الفاضلة أفنان الزياني تبين لنا أن شباب البحرين الواعد طوروا حرف وصناعة أجدادهم وآبائهم، وساهموا أيما مساهمة في فتح مجال وأعمال كثيرة ومتنوعة للجيل الحاضر والأجيال القادمة من حيث توطين كثير من المصنوعات الحديثة، وتدار بأيدٍ وعقول بحرينية، وهذا يؤكد على الدور الكبير لمساهمة الأبناء والأحفاد في إيجاد مجالات كثيرة تساهم في الدخل العام، وتقلل البطالة، مما يكون له كثير الأثر على وجود مخزون غذائي وصناعي لمدة غير قصيرة، ويتأتى ذلك من السياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة الرشيدة بقيادة مليكنا المعظم وولي عهده رئيس الوزراء حفظهم الله تعالى ورعاهم وسدد على درب الخير خطاهم، وإصرارهم على تعزيز اللحمة الوطنية في الداخل وقيام علاقات وطيدة مع جميع الدول أساسها بناء السلام العالمي ونبذ العنف والكراهية، والتعايش الإيجابي بين الشعوب وحل النزاعات الإقليمية بالطرق الدبلوماسية.