ما زالت السعودية قادرة على أن تبهرنا بين الحين والآخر، بما وصلت إليه من تطور تقني ورقمي، وضعها بجدارة في المرتبة الرابعة عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية، كما لا يزال السعوديون قادرين على الابتكار والإبداع في هذا المجال، الذي يؤكد الريادة السعودية في عالم التحول الرقمي.

زيارة واحدة إلى الجناح السعودي المشارك في معرض «جيتكس جلوبال» الذي أقيم في دبي مؤخراً، كانت كفيلة بأن تؤكد التقدم التكنولوجي الكبير الذي تشهده المملكة، حيث استطاعت من خلال هذا الحدث التكنولوجي العالمي أن تقدم نفسها كقوة رقمية متقدمة، برزت عبر مشاركة أكثر من 40 شركة سعودية رائدة في القطاع التقني والاتصالات.

ومن بين تلك المشاركات الكبيرة استوقفتني بعض المنصات التي تعرضها شركة «تكامل» السعودية، التي تقدم حلولاً رقمية مبتكرة ومتطورة لسوق العمل يمكننا أن نستفيد منها في مملكتنا الحبيبة البحرين، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة إذا عرفنا أن تلك المنصات منها ما يخدم أصحاب العمل والباحثين عنه من الشباب والشابات، ومنها ما يركز على تعزيز خدمات العمالة المنزلية وتنظيم العمالة غير المهنية، ومنها ما يعمل على تحسين جودة القوى العاملة من خلال توفير نظام لتصنيف واعتماد المهنيين في مختلف المجالات، ومنها ما يقدم حلول النقل الرقمي، التي تساهم في تحسين كفاءة خدمات النقل وتعزيز تجربة المستخدم، وهو ما يؤكد ملامسة تلك المنصات والحلول لاحتياجات المجتمع سوق العمل على حد سواء، والتي تصلح جميعها لمجتمعاتنا الخليجية.

بالتأكيد، فإن مشاركة السعودية في معرض «جيتكس» قدّم لها شهادة قوية على التطور الرقمي الكبير الذي تشهده، وهو ما يؤكد التزامها بأن تكون في طليعة الدول المتقدمة تكنولوجياً، كما أتاح المعرض فرصة للشركات السعودية لعرض قدراتها التقنية أمام جمهور عالمي، مما يعزّز سمعة المملكة كمركز للابتكار التكنولوجي.

ومما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولاً رقمياً متسارعاً يمكن الاستفادة منه في منطقة الخليج بشكل عام، ويُعتبر هذا التحول عنصراً حيوياً في تطوير سوق العمل، حيث يسهم القطاع العام والخاص من خلال تبنّي الحلول الرقمية، في تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية، مما يعزّز النمو الاقتصادي في المنطقة.

ومن خلال ما شاهدته في معرض «جيتكس» الأخير، فقد أصبحت الحلول الرقمية ركيزة أساسية في تطوير سوق العمل السعودي، من خلال تحسين الكفاءة، وتعزيز الابتكار، وتوفير فرص عمل جديدة، كما تساهم هذه الحلول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد.

لذا، يتوجب على شركاتنا ومؤسساتنا في البحرين، الاستفادة من التجربة السعودية في مجالات التحول الرقمي، واعتماد الحلول التقنية لسوق العمل، والتركيز على الاستثمار في التحول الرقمي لضمان نجاح شركاتنا واستدامتها في المستقبل، وكذلك للمساهمة في تنمية الوطن وتطوره.