عائشة حمد أحمد البوعينين


تُعدّ تربية الأبناء من العمليات الحساسة والمعقّدة التي تتطلّب التوازن بين السّلطة والتفاهم. أحد الجوانب التي قد تؤثر إلى حدّ بعيد على نمو الابن عند تعامل الوالدين معه هي فرض الأوامر. في كثير من الأحيان يلجأ الوالدان إلى فرض الأوامر دون شرح الأسباب الكامنة وراءها؛ مما يترك الابن في حالة من الحيرة والتساؤل، فينتج عن هذا السلوك العديد من الآثار مستقبلاً.

فرض الأوامر دون توضيح الأسباب يعزّز شعور الابن بأنه لا يملك الحق في السؤال والاستفسار، هذا النهج قد يقلّل من قدرته على التفكير النقدي المستقلّ، فينمو معتمداً على تلقّي الأوامر وتنفيذها دون مناقشة، ومع مرور الوقت قد يشعر بأنه غير قادر على فهم الأمور بمفرده، أو أنه لا يملك القدرة على التفكير الصحيح؛ مما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والشعور بالدونية. في بعض الحالات قد يؤدي فرض الأوامر إلى ردّة فعل الابن، فيتمرّد كنوع من الاحتجاج على السلطة التي لا يفهمها، والبعض الآخر قد يُعيّش الابنَ حالةً من الطاعة العمياء حيث ينفّذ الأوامر دون تفكير أو فهم؛ مما يجعله عُرضة للتأثير السلبي من الآخرين في المستقبل.

التَواصُل بين الوالدين يعتبر أساساً لبناء علاقة صحية، فعندما لا يُشجّع الابن على السؤال والاستفسار يفقد فرصة تعلّم كيفية التعبير عن أفكاره ومشاعره، وهذا النقص في التواصل قد يمتد إلى مراحل لاحقة من الحياة، فتتأثر قدرته على بناء علاقات اجتماعية سليمة.

.

همسة أُسٌّ

لا تكتفي بفرض الأوامر على ابنك، بل استثمر في التَواصُل الفعّال معهم، وعزز قدراتهم على التفكير الناقد والثقة بالنفس بجعلهم يشاركونك الرأي بأخذ قرارات مدروسة ليبنوا علاقات اجتماعية صحية في المستقبل.