إن فكرة الولاء للخارج تعادل خيانة للوطن - للأسف دعوة الولاء للخارج لاتزال تتردّد في أوقات الاضطرابات السياسية. وهذا المفهوم، الذي تمّ التحذير منه مراراً وتكراراً من قِبل وزارة الداخلية. وقد أكد وزير الداخلية على ضرورة وضع الوطن فوق أي ولاء أجنبي. وهذا مهم بشكل خاص في ضوء محاولات التحريض على الطائفية وزعزعة الاستقرار والتمرّد من قبل الجهات المؤدلجة التي تسعى إلى تحقيق أجندات خارجية واسعة، وغالباً تحت ستار الولاء الديني أو السياسي.لقد أثارت الأحداث الأخيرة ناقوس الخطر، حيث أراد بعض الأفراد في البحرين الإشادة بشخصيات معروفة بخطابها الطائفي المُثير للانقسام وحثّ المجتمع للتمرّد على سلطة الدولة في كثير من الدول العربية من ضمنها البحرين. إن الميليشيات التي ابتُليت بها الدول العربية مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن والفصائل الطائفية في سوريا. لا يتوقف زعماء هؤلاء الفصائل عند الكلمات - لقد أرسلوا مقاتلين لزعزعة استقرار الدول العربية، وشَنّ الحروب في اليمن وسوريا والعراق. إن الولاء لإيران لا يقوّض استقرار البحرين فحسب، بل إنه يُهاجم وحدة المنطقة العربية الأوسع باسم الطائفية.ومن الأمثلة التي تؤكد الولاء للخارج، الدعوة لتأبين حسن نصرالله الإرهابي بعد مقتله في لبنان، بالتزامن مع خطبة الجمعة التي ألقاها علي خامنئي في طهران. لم يكن هذا الحادث عملاً معزولاً، بل كان جزءاً من جهد أكبر متعمّد لزرع الفتنة وإضعاف سيادة البحرين من خلال الترويج لأجندات أجنبية. إن هذه الإجراءات هي محاولة متعمَّدة لزعزعة استقرار البلاد، تذكّرنا بالاضطرابات التي شهدتها البحرين في فبراير/2011. وكثيراً ما تبدأ مثل هذه الحركات تحت ستار التجمّعات المُصطنعة ولكنّها تتصاعد بسرعة إلى أزمة كاملة، تهزّ الشوارع وتختبر قدرة الدولة على الصمود.إن قوانين البحرين قوية وثابتة في التزامها بحماية وحدتنا الاجتماعية وسلامنا. إن أولئك الذين يتطلعون إلى «الولي الفقيه» الإيراني ويضعون الولاء الأجنبي فوق وطنهم يهدّدون استقرار البحرين ووئامها. هذا لا يمكن أن يستمر. لقد حان الوقت لنا، كبحرينيين فخورين بوطننا وهويتنا العربية، لرفض أي ولاء يقوّض أمتنا، وحماية وطننا من أيّ تدخّل خارجي.الخلاصةإن الوضع الحالي بالمنطقة يستدعي استجابة واضحة وحاسمة. فالمصالح الوطنية يجب أن تأتي دائماً في المقام الأول، ويجب التصدّي بحزم لأي محاولة من قِبل المتطرفين الساعين لتعطيل وحدة البحرين من خلال الولاء للأيديولوجيات الأجنبية.دعونا نقف أقوياء ومتحدين كبحرينيين. دعونا نؤكد أن ولاءنا يكمن فقط للبحرين - أمنها ووحدتها ومستقبلها. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نضمن أن يظلّ بلدنا الحبيب مستقراً ومزدهراً وقادراً على الصمود في مواجهة كل التحديات. إن قوة البحرين تأتي من شعبها، ومعاً، يمكننا بناء مستقبل أكثر أماناً وإشراقاً للأجيال القادمة.