نحن اليوم في زمن التحضر الرياضي وصارت المنافسات الرياضية بالنسبة إلى دول العالم قضية اقتصادية مؤثرة فليست كرة القدم ولا السلة ولا الطائرة ولا كرة اليد أو الألعاب الفردية مثل كرة المضرب وكرة الطاولة وألعاب القوى والجولف والبولنج وغيرها؛ فكل لعبة لها قواعدها المنطقية وقوانينها المعروفة التي تدرس في كل أكاديميات الأندية الأوروبية ويركزون على ظاهرة الأخلاق والتربية والتعليم في المنزل والمدرسة والنادي، لكننا في رياضتنا المحلية مازلنا نعيش في الجاهلية ونغلف أنفسنا بجلود حضارية ونظهر للناس أننا متحضرون ومتفوقون ونستضيف المنافسات لكنها كلها من أجل ( الشو ) والحقيقة تخالف ما نرمي إليه.
علينا أن نسأل أنفسنا متى كان أول حكم في كرة القدم تعرض إلى الاعتداء؟.
يقول التاريخ في كرة القدم والتي انطلقت منافساتها الرسمية في موسم 58/57 إن هناك الكثير من الحكام تعرضوا للاعتداء والسبب كان يعود إلى الجهل القانوني والملاعب المفتوحة التي تتيح لأي متفرج أن يقتحم الملعب ويعتدي على الحكم ويهرب ولا يتم القبض عليه لأنه يخلط نفسه بالجماهير التي تحيط الملعب.
هذا كان في منتصف الخمسينيات أي بعد مضي (69 سنة) ويتكرر اليوم عندنا بعد هذا الزمن حين تعرض حكم مباراة المنامة وسترة في دوري الدرجة الأولى للاعتداء والملعب مغلق وبه رجال أمن وإداريون.
إن اللاعب المعتدي مشحون بأسباب كثيرة دفعته إلى هذا التصرف المستهتر والمخالف للقانون والحكم لا ذنب له لأن المباراة جاءت بعد توقيف مستمر لجدول المسابقة ذاك النادي يشارك في الخارج وتتوقف مبارياته ويكون التوقف على حساب الآخرين ومن ضمنهم نادي سترة ليصبح ضحية كما إن النتائج وترتيب الجدول تخدم أندية على حساب أخرى وهذه الأخطاء التنظيمية تولد العنف لدى اللاعبين ولا يجدون في الملعب غير الحكم ليكون الضحية لكن الخطأ الأول في تنظيم المسابقات لأن الأندية إذا شعرت بالتساوي مع بعضها البعض لن نجد أي تجاوز.
لجنة المسابقات باتحاد الكرة أوصلت هذه المسألة إلى ذروتها واللاعب ضحية الشحن فهل يعقل أن تمضي (69 سنة) من بدء مسابقات الكرة أيام الجهل وتتكرر الاعتداءات على الحكام لولا سوء تنظيم المسابقات ووجود ثغرات فيها؟.
عليكم ألا تعاقبوا اللاعب بخطأ مثل هذا لأنه مرتبط بأخطاء تنظيمية حتى من ناديه واللاعب يسهو ويجتهد وعلينا أن نقلل من أخطائنا التنظيمية من الناحيتين الفنية والإدارية التي تسبب مثل هذه الأخطاء في العصر الحضاري.